يسألونك عن شرف المرأة والرجل.
●○●○●○□●.
هل الشرف صفة خاصة بالأنثى دون الرجل؟
وكيف يتصور الرجل العربي المتأسلم مفهوم الشرف؟..
وهل الشرف إذا اتسخ
ينظف ؟
هذه التساؤلات ثقيلة على العقل والقلب!!..
وقد حيرت الفلاسفة والفقهاء والأدباء وعلماء علم النفس والاجتماع؟
منذ نزول آدم وحواء إلى الأرض وحتى الآن؟…
إن الشرف كقيمة إنسانية واخلاقية موجود طوال الزمكان فكيف يرى الشباب والرجال والنساء والعجزة مفهوم الشرف؟..
وإذا كان شرف الشابة هو عذريتها، أو مطلقة ولكنها حافظت على شرفها،.
فهل للرجل شرف ؟
إن مفهوم الشرف يرتبط بالتوزيع الأخلاقي والاجتماعي، والثقافي والاقتصادي..فهناك شرف للرجل ،وشرف للمرأة..
وشرف الرجل عادة يعنى بمفاهيمنا الاجتماعية والثقافية شرف زوجته ،وأمه، وأخته،أو إبنته،أو بنات أخيه
أو أخته …
وليس شرفه أن يكون رجلا بالمعنى الحقيقي للرجولة .. أمينا.. صادقا ..وفيا.. مكافحا..قواما معنويا وماديا..
سويا في شخصيته غير متناقض مثل:
( سي السيد )
في روايات :
“الثلاثيات” لنجيب محفوظ أو في قصة الأدبية والشاعرة المغربية تحت عنوان ” سي السيد.”
أو رواية:
” لعبة النسيان ”
عند الدكتور والناقد محمد برادة …
حيث نجد شخصية الرجل العربي الشاذ متناقضة..يحل له ربط علاقات غير شرعية مع النساء المنسيات ..
أم أن الشرف قيمة تحملها النساء على أكتافهن ،ورغم أن الشرف قيمة وصفة شخصية إلا أنها تفسر صفة جماعية مثل: “شرف الأسرة
أو العائلة “.
ويمتد هذا المفهوم في تراثنا القديم فقهر، الرجل للرجل يتم عن طريق إمرأة بمعنى أن يقول الرجل لخصمه :
“لقد ضيعنا شرفكم أي اغتصبنا أعراضكم ، ونكحنا نساءكم، وأخواتكم وأمهاتكم ومومساتكم …….
ولهذا أصبح الشكل الذي إختزل إليه شرف الرجال هو
” الجنس “…
أي شرف زوجة،وأخت.. وشرف الرجال هو ما يمس أجساد نسائهم وماعدا ذلك لا يهم لأنه قابل للتعويض…
ومن هذا المنطلق إن شرف الرجل الأكثر مرتبط ،بشرف نسائه نجد جرائم الاغتصاب، والتلاعب بشرف بعض بنات حواء وعدم الإبلاغ عنها لحفظ شرف الرجال المسؤولين عن الفتاة أو المرأة المغتصبة .
فالخلط لدينا واضح بأن المرأة لا تملك جسدها، إنما هو ملكية اجتماعية للأسرة والعائلة تحفظها كوديعة.
أما لو فرطت الفتاة في نفسها بإرادتها واحيانا بغير إرادتها، فتتحمل عائلتها وجع قتلها، والتخلص منها أفضل من احتمالهم الوجع الذي يعيشونه بدون الشرف .
اما الرجل فهو حر في جسده..وفاعل جنس..لا يفقد .. إنما يكسب، وبموافقة المجتمع كله ،والدليل على ذلك هي الافتخار والتباهي لدى الأمهات والأباء ، وحتى الأخوات عن أولادهم الذكور فالرجل الذي لا شرف له يفتخر بفعله الجنسي، وأنه مارس لعبة الجنس مع هذه وتلك بدون حياء .. في الحرام
و الرذيلة …
أما المرأة فويل ثم ويل لها..
إن الشرف في عقولنا له مدلولات حسية ومعنوية..
وكل قيمنا الاسلامية تخص الذكر والأنثى..
وماحرم على الذكر..حرم على الأنثى..مثل:
“الزنى والسرقة،والخيانة،
والمس بشرف الآخرين..”.
وهل من حق الرجل أن يتلاعب بمشاعر المرأة ،وينتهك شرفها
لأنه رجل لا وألف لا فهو شبه رجل..
ولهذا سمات الرجولة بالعكس ذلك ..من قال إن الشرف مفهوم مرتبط بالأنثى دون الرجل ؟
وماذا عن الخطيب الذي يغتصب خطيبته وينكر ؟ماذا عن الزوج الذي يريد تطليق زوجه التي ضحت بحياتها من أجله
رغم علمه، بعدم حبه ورفضه لها،وعدم خيانتها له ؟
ولكنه تزوجها مرغمة؟..
هل هذا رجل شريف؟ قال تعالى :
” لا تمسكوهن برارا لتعدوا.”
هل الرجل الذي يقول لزوجه
” أنت زانية..قبيحة الجسد.. سوف أطلقك..
أو كبرت .. وقد أخذ منها شبابها ومالها ..هل هذا الرجل عنده شرف ؟.
**
وما أكثر أشباه الرجال وليسوا بالرجال الذين يسحقون حقوق النساء.!؟..
وما أكثر النساء
وليسوا بنساء يسحقون حقوق الرجال !؟
حيث يمكن للرجل أن يجعل الزوجة معلقة سنوات طويلة دون طلاق..
***
إن الشرف ليس غشاء المرأة ، أو فساد الرجل إن الشرف ليس بسلعة أو بضاعة؟..
الشرف لا يعرفه إلا الشرفاء والشريفات؟….
الآن في زمن المعرفة والعولمة تدهورت الأحوال اقتصاديا أخلاقيا وثقافيا في المجتمعات العربية المتخلفة، والتي تعطى كل المزايا للرجل على المرأة أو المرأة الطالحة على الرجل الصالح .
وخلاصة القول:
ليس الشرف حكرا على جنس دون الآخر وهذه نظرة واهية.
************.
*بقلم د:
إدريس قزدار.
