ومضة ود لإبن آدم
*********.
ياابن آدم
يرجعني وجهك الأدمي
إلى أديم الأرض
حين يطل
صحوا.. صفاء.. نقاء..
ويذكرني حيث كنا
في الجنة
تحت الشجرة المباركة ..
نقطف الثمار الطيبة ونشرب الكوثر من عيون صافية
بلا تعب..
وخرقنا أمر الله معا
ولما وقعت الواقعة شعرنا بالفجيعة.
وجاءنا أمر الله “اهبطوا إلى الأرض بعضكم لبعض عدو ولكم فيها مستقرالى حين.”
وكانت الأرض عذراء
كل مافيها
يسبح
للرحمن
بالرمل بنينا بيوتا على الشاطئ
لم تدنسه بعد نفايات الليالي والفنادق والنفايات..
بنينا كوخا صغيرا
من الأشجار
وجمعنا من فجوات الصخور
المحاره الملون
كيم نزين جدرانه بالنقوش المنى.
وما كان صخر يجرح أقدامنا..وأيدينا
وما كان موج يهدد احلامنا..
أو يدفعنا للهجرة نحو المجهول
نحو الموت ..
كان سطح الصحراء
والصخور حريرا..
ومد المياه مسيرا وكنا ننادي الطيور فتقترب منا
وترقص، وتغني
وترسل لحنا
من اجمل الألحان وكانت الأرض خضراء
ويفجعني الآن
يا ابن آدم
الدم في كل مكان
وحينما يحتويني غيابك..
افق من الغيم والهم تصرخ فيه طيور الغسق.
وبحر يلطخه الدم والنفط ،والفوسفاط والصباحيات تحولت إلى مذابح
والأمسيات
إلى المآسي
والليالي إلى الأحزان فيها كؤوس الانكسار
والنكسات ،والنزق
صارت ألف ليلة وليلة بلا حلم..بلاحنان..
راح الليل يغرز في مقلتي الأرق .
كفاني اختناق
كفاني بهذا بالليل والنهار
خذني بوجهك الذي قد نجا
من زمان الزلل.. وليس سوى الفجر ضمخه بالصلاة
إلى حيث كنا
كالندى..كالزهور..
وكان الزمان الذي عن عيوني أفل.
لعلي أبدد سحب القتام..
واغسل وجهي بومض السلام وانفض عني خيوط الخطل، والتيه،والفتن..
تعالى ياابن آدم
لنكون
يدا في يد
روحا في روح
فأنت انا
وأنا أنت
- بقلم الشاعرة والأديبة:
سعاد لهناني.
2/ 21 ليلا .