هل تطرد العبراتُ الخطبَ والوَصَبُ
ويَدفعُ الهمَّ والأرزاءَ مُنتحِبُ
ويمسحُ الآهُ ، إن فاضتّ به مُهجٌ
أمرًا ألَمَّ يُحادي وقعهُ العَطبُ
أمْرٌ أمَرُّ وأدْهَى ، ساقهُ قدرٌ
ومَن مِنَ القدرِ المَكتُوبِ يَنسحبُ
رمَتْ به في شمالِ الشَّام زلزلةٌ
فاهْتزَّتَ ارْجاءُهُ تهوي وتَضطربُ
خرَّتْ لهُ “قَهرمانٌ” وهي داميةٌ
وانْهدَّ رُكنُ “هَتايٍ ” وانْهوَتْ “حلبُ
وريفُ “إدْلبَ” في أطواقِ رَجْفَتها
طوفٌ على لُجَّةِ الأمواجُ يَنقلبُ
عاثتْ به سنواتُ الحَربِ حارقةً
حتَّى علا وَجْههُ التَّقتيلُ والَّلهبُ
واليومَ يَعتمرُ الزِّلزالُ مِحنتهُ
وقَد أتى حُرمةَ الأرواحِ يَغتصِبُ
ألّقى عَمائرهُ مِن ساسِها فهَوَتْ
كأنَّها لم تكُن للجوِّ تَنتسِبُ
كمْ في فَجائعهِ مِن صفحةٍ طُويتْ
كانتْ بِحبرِ جَميلِ الشٍِعرِ تَختضبُ
وكمْ بأنقاضهِ من جِهبذٍ دَرِبٍ
يُبكي اليراعَ وتَجثو حولَهُ الكُتبُ
وغادةٍ تَحسدُ الجوازءُ طلتَعها
والشَّمسُ تَغبطُها ، والحورُ والعُرُبُ
وصِبيةٍ وشيوخٍ باتَ جمعهمُ
تَحتَ الحُطامِ ، وقد جزَّتهُمُ القُضُبُ
تَبكيهمُ مُقلٌ ثكلى مضرَّمةٌ
والنَّفسُ تَندبُهمْ والقلبُ يَنتحبُ
فلْترثِهمْ يا يراعي فالرِّثاء لهُ
في مُهجتي نسمَةٌ ، تَهمي وتَنسكِبُ
ولْتطلبنَّ مِن الرَّحمنِ مَغفرةً
ورَحمةً لهمُ ، قد يَصدُقُ الطَّلبُ
الشاعر :إبراهيم موساوي