عندما ننظر إلى الحياة بعين إيجابية و من زاوية التفاؤل ، فإننا حتما سندرك أن كل ما حدث و ما سيحدث لم يكن و لن يكون إلا خيرا و نعمة من الله تعالى ” لو اطلعتم على الغيب لوجدتم ما يفعل بكم ربي إلا خيرا ” أو كما قال حبيبنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام ، و عندها سندرك حتما أن الصعاب مهما كانت شديدة ، و مهما كانت الطريق كؤودا فهي لا تستطيع أن تهزم إرادتنا و مقوماتنا الإنسانية للنجاح و تطبيق روح الاستخلاف و خيرية العمران الاخوي .
و عندما ننظر للحياة من نافذة الأمل ، فإننا حتما سندرك أن مهما كان عدد الأخطاء التي وقعنا و نقع فيها فما هي إلا غيض من فيض من العبر و الدروس كي نكتسب الخبرة و التجارب و نطور مهاراتنا و قدراتنا ، فالحياة مدرسة و التجارب دروس مهمة و من الخطأ نتعلم ، و مهما كان سيرنا بطيئا ، و خطواتنا مثقلة فنحن حتما سنصل إلى ما نصبو إليه ، لأننا فعلا نسابق الزمن و المكان حتى نصل ، و نحن فعلا نسبق من لا يحاولون فعل أي شيء ، و الوصول متأخرا خير من عدم التحرك نحو التغيير الحقيقي .
و عندما ننظر للحياة من باب القناعة و الغنى الروحي ، فإننا سندرك حتما أن الجشع و الطمع هما الفقر الحقيقي و المرض الخبيث الذي لا تتعافى منهما النفوس أبدا إلا إذا اشتغلت بالاغتناء الذاتي عن كل شئ ، و عندها سندرك أيضا أن الرضى هو الميراث الرائع و المميز الذي لا يجعلنا نحتاج أبدا إلا للغنى بالله عن الكل .
و عندما ننظر للحياة من بوثقة البساطة ، عندها سندرك أن اللحظات العفوية و التلقائية و غير المخطط لها هي غالبا ما تكون الأجمل و الأروع ، و هي ما تكون مميزة و خالدة لأننا فعلا نعيشها دون تعقيدات و لا تصنع ، فالبساطة كنز ثمين لا يدرك قيمته إلا الحكماء ، و التلقائية سلاح يخترق القلوب بكل طواعية دون أي خدش ، و عندها أيضا سندرك أن اللحظات الجميلة دائما تبقى ذكريات جميلة ، أما اللحظات الصعبة فهي حتما تصبح دروسا اروع و افضل .
الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي