من هذا الذي
مزق العتاب؟
و أطفأ جمرة العروبة
و ابتلع شواطئ السفينة
و من علق الرّقاب
و باع الخراب للصبايا؟
و من وزّعَ السّراب؟
و ابتاع الغجرية من خذر؟
و من سفّه الرُّضَابَ
سرَق التاج للكسرة
و أرضخ أنَفَةَ الحسرة
من أحرق الشواظ
و فضفض الألفاظ
و من استلَّ السِّياطَ من جِلدِ الريمِ ؟
و من طعن الشرفَ
و اغتصب الأحلام من سِنَةِ الروح
من سَكَبَ قِراب الدماء للسكارى
و من خاط القِرَبَ
و من صب الأغلال في بؤر الحب
من شق عصا طاعةِ البراءة
و من أجهض البسمة ؟
من خد البشاشة
و من يتَّمَ الطّهرَ
من قلب الصفاء؟
و من باع الحرية بلعبة نردٍ في ليلة مُخمرة
و من ذبح بياض الكف في ليلة مقمرة؟
و من باع القضية بيخْتٍ من نزواتٍ
و من قَتَل السيف من بطولاتٍ
و من باع مفاتيح الكعبة لجلادنا؟
من أقام هُبل التفاهة في محرابنا
و من أعطى الإمامة للجُشاء
من أخصى الأرض الجَشّاء؟
على رؤوس النسمات هذا الغثاء
و على سنم المروءة
قيود من يمين معلقة
بها نحتسي سمّ نشوتنا
في أحد زوايا الانفلات
من قبضة الضياع…
فمن غصِبَ السكينة إذن
من غابات البيلسان؟
و من طرد المُوَا من نيوزيلاند
و من أغرق الآست بتهم الانقراض
أ للسلام هدير كالحمام؟
أم للحَمام وداعة كالحُملان
و يبقى للحِمام جبروثا قاسما ظهر الطغيان
و تبقى بين ظهرانيكم قصيدتي
تحز في قلبي تنبض نبضا لهذا الإنسان.
■□■□■□■□■□.
* الشاعر والصحفي بجريدة الحقيقة:
رحال الإدريسي
