أثارت الكلية متعددة التخصصات التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، التي من المرتقب أن تنتهي بها الأشغال خلال الأشهر المقبلة، الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة، وذلك بعد شيوع أنباء عن تحويلها من كلية ذات استقطاب مفتوح إلى مدرسة وطنية ذات استقطاب محدود.
ولجأت مجموعة من الفعاليات الجمعوية والسياسية في إقليم بركان إلى الاحتجاج على هذا القرار، حيث جرى خلال الشهر الماضي تأسيس “جبهة” محلية باسم “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية”، تدعو إلى الاحتفاظ بما سمّته “الغرض الأساسي الذي أُحدثت من أجله النواة الجامعية”.
وجاءت هذه الاحتجاجات مباشرة بعد اجتماع لجنة التعليم والتكوين المهني والبحث العلمي والتشغيل بمجلس جهة الشرق في الـ21 من شتنبر الماضي، التي تدارست نقطة “الدراسة والمصادقة على تعديل مشروع اتفاقية شراكة وتعاون من أجل بناء وتجهيز المدرسة الوطنية للهندسة الرقمية والذكاء الاصطناعي والروبوتيك”.
وبالفعل، صادق مجلس جهة الشرق، الإثنين خلال دورة أكتوبر العادية بالأغلبية، على التعديل سالف الذكر، الذي يهدف إلى تحويل مكان هذه المدرسة من مدينة السعيدية إلى بركان، وبالضبط في جزء من “النواة الجامعية” قيد الإحداث.
وفي مداخلة في الموضوع، قال عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، إن الجدل الذي أثارته هذه النُقطة في الأيام الماضية مردّه إلى “سوء فهم في الموضوع”، موضحاً أن تجهيز جزء من الكلية متعدّدة التخصّصات المحدثة ببركان ليشغل المدرسة سالفة الذكر “لن يلغي باقي تخصّصات هذه الكلية”، كما أن الوعاء العقاري الخاص بها قابل للتوسعة مستقبلا لإحداث تخصّصات أخرى، على غرار الكلية متعددّة التخصصات بالناظور.
وأرجع بعوي قرار تحويل مكان المدرسة الوطنية للهندسة الرقمية والذكاء الاصطناعي والروبوتيك من السعيدية إلى بركان إلى “الرغبة في تسريع الاستفادة منها، حيث من المرتقب أن تنطلق خلال الموسم الدراسي المُقبل، بالنظر إلى أن البناية جاهزة”.
في السياق ذاته، قال ياسين زغلول، رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، إن كلية بركان ستضم مؤسستين للتعليم العالي، تتعلّق الأولى بالمدرسة الوطنية للهندسة الرقمية والذكاء الاصطناعي والروبوتيك، فيما تتعلّق الثانية بمؤسسة تضم تخصصات مختلفة واستقطابا مفتوحا.
وأضاف زغلول في تصريح لهسبريس: “لدينا 5000 مقعد في ملحقة بركان، وبالتالي لا يمكن أن نخصصها لمؤسسة واحدة”، مشيرا إلى أن “تجارب مماثلة في مناطق أخرى أثبتت نجاحها ونالت استحسان الساكنة”.
