ماهية النقد الذاتي ؟

إن فكرة النقد الذاتي إيجابية وضرورية لكل إنسان وقد اشار إليها رسول صل الله عليه وسلم بقوله:
” اذا اراد الله بعبد خيرا وهبه واعظا من نفسه”.
ومن هذا المنطلق ممكن أن نقول قبل
أن تعدد عيوب الناس ،وتعاتبهم وتتعقب أخطائهم وهفواتهم..
.. حاول أن تعاتب وتنصح.وترشد،وتنتقد ذاتك بذاتك.
وأن تعامل الناس كما تحب أن تعامل، وهذه قاعده اساسية في النقد الذاتي
وقد قال احد الفلاسفة:
“قبل أن تشير إلى أحد ما بأصبعك
اعلم!.. بأن هناك أربعة أصابع تشار
إلى ذاتك”…
ومن هذا المنطلق على الإنسان السوي ان ينتقد أفعاله وسلوكه،وعمله كل يوم، ليعرف نقط قوته ونقط ضعفه.
وإن الإنسان أدرى بنفسه .
عن غيره، ولذلك يجب ان يكون المرء مستقيما في سلوكه وعلاقته اولا:
مع ربه ونفسه وجسده ،وأهله ،وأن ويكون أكثر لطفا وإحسانا لذاته
فالمرء الذي لا يكون لطيفا وجميلا مع ذاته فمن طبيعي أن يكون أكثر قساوة ،وغلظة مع أسرته الصغرى والكبرياء
..ومحنطا للمشاعر والعواطف،
والإحساسات
وفي هذا المقام قال الشاعر االمعري ابياتا شعرية رائعة اي تصور لنا أين الخلل؟
هل الخلل في؟
أو في أسرتي؟
أو في المجتمع؟..

( نعيب زماننا والعيب فينا** ولو نطق الزمان لهجانا).

فالزمن بريء منا ومن سلوكنا المشين ومن يدنا اذى وأرجلنا رجس.. وعلى الإنسان أن لا يدعي بأن الزمن الجميل قد مضى .
وإن ماهو جميل يبقى جميلا
وإذا كان الإنسان جميلا في حواسه وعقله وقلبه، ودائما يحاسب نفسه بنفسه قبل أن يحاسب يوم الحساب..
وأن لا يضحك ساخرا من خلقة وخلق غيره وفي ذلك قال المعري:

1ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة وحق لسكان البرية ان يبكوا.
2 تحطمنا الأيام حتى كأننا زجاج
ولكن لا يعاد له سبك.

ولعل الحالة التي نعيشها تمثل أيضا
ما قاله المسيح عليه السلام :
“دع الموتى يدفنون الموتى”..
فالواقع الإجتماعي الآن جد متردي..هش..
فاسد ..
انطلاقا من العلاقة بين الإنسان وذاته،وبين الزوجين والأبناء ،والجيران والمجتمع ،وهذا بطبيعه الحال نتيجة فقدان التربية المستقيمة التي تبني الناس على مكارم الأخلاق،وأمهات الفضائل،وتهذيبهم بالعمل والعمل الصالح …
نحن الآن ننصح الناس ،ولاننصح أنفسنا…
■□■□■□■□■□.
☆ بقلم د:
أبو الخنساء
وحمزةوأمين.