إن الكتابة هو ذلك الغيث الذي ينزل على العقل الناضج،و الفكر الراجح كما تنزل الأمطار من السماء على الأرض فتزهر الأفكار ،وتخضر كما تخضر البساتين الغناء
و تزهر الحدائق الزهراء ، و الكلمات الدلالية هي تلك النباتات التي يجب
أن تزرع بكل عناية
و محبة كي تحصد ثمارها ،وهي في اتم نضجها ، فتحلى بمذاقها بين نهم العقول .
إن الكتابة هي رسائل إنسانية لكل شخص لديه شمس داخله تنير عقله و قلبه، فهي يجب أن تشرق في الأزمات بكلمات جميلة طيبة وحانية ،فهي المؤنس الأنيس الذي يطبطب على الروح عندما لا تعرف ما الذي عليها أن تفعله في موقف ما ، وهي صلة الوصل بين العواطف ،و الخوالج كي تدعو بعضها
وتدعو لبعضها و تصبر على العثرات ثم تثق بأن الله تعالى اودع لها رسائل في تلك الكلمات ليلهمها الحكمة، والصواب وفصل الخطاب .
إن الكتابة هي بلورة الأحلام إلى أفكار ثم بلورة الأفكار إلى مشاريع ثم تفعيل المشاريع على أرض الواقع ، فتصبح الأحلام حقيقة ، فليس صحيحا أن الشخص يكف عن الحلم حين يصبح عاجزا , بل يصبح عاجزا حين يكف عن الحلم ، و الكتابة هي ذلك الإلهام والشعور بالراحة و السلام المنبثق من خويصة الأفكار و بحبوحة الاطمئنان ، فما العِيش الهادئ إلا كي تزهِر أحلامنا كلمات تتغنى بالسَلام .
*بقلم :
الكوتش الدولي الدكتور
محمد طاوسي.