♧♧♧♧♧♧♧♧♧.
✍️في انتظار يقظة الموت✍️
♤♤♤♤♤♤♤♤♤
على مشارف الموت في انتظار اليقظة…
ممددة فوق السرير في المستشفى العام،بوجهها البريء تحتضن عصفورا ميتا.. مربوط الساق بخيط القدر، لكي لا يفر منها، وهي لا تعلم أنه كاد أن يقودها لمثواها الأخير.
تردد الطفلة بهلوسة الحمى:
سيستيقظ سيستيقظ إنه نائم!!!
تحت جحيم الحرارة العالية ..ثنائية الحدين:
درجة حرارة الحمى التي فاقت الأربعين،وحالة الطقس الصحراوي الجاف، بمدينة ورزازات في شهر غشت الحار في أعلى درجات حرارتها التي تفوق الخمسين درجة في الكثير من الأحيان..
قضت الطفل هجر يومها تحت وطأة الشمس فوق كرسي خشبي بالي، بين يديها خيط يربط رجل عصفور ميت داخل حديقة الجار الدار علي ،وكانت فاطمة اللئيمة ابنته الوسطى بطبعها الخبيث،كادت أن تقضي على حياة الطفل هجر،وهي لازالت في عمر الربيع .
في ذلك اليوم المشؤوم.
دخلت الطفل إلى حديقة الجيران،تركض فرحة بعلبة طبشور ولوحة سوداء، أهداهما لها الأب قبل أن يذهب إلى عمله.
تنظر فاطمة بخبث إلى ما تحمله الطفل بين ذراعيها من فرحة بالحياة ،لتتصيد أول فرصة للطعن في هذا التناغم اللامتناهي بالوجود.
تصرخ الطفل هجر:
“يا له من عصفور ينام
في حضن العشب”. .
تأخذه بين يديها الصغيرتين برفق، وهي تغني بسذاجة:
“نيني يا مومو…”
تطلب هجر من فاطمة أن تهديها العصفور .وتقبل الملعونة الطلب بالمقايضة مقابل علبة الطباشير، وتأكد للطفل أن العصفور نائم
تربطه بخيط وتعطيها لها،وتتطلب منها أن تجلس في الشمس في انتظار
اليقظة….
♤♤♤♤♤♤♤♤.
☆بقلم الكاتبة والشاعرة:
فاطمة الجلاوي.
من وحي الماضي