
يومية طفل لم يولد بعد.
♡♡♡♡♡♡♡.
صوت البرق والرعد
وحبات المطرتتراقص..
تتقافز….محدثة طقطقة أروع من
(الطقطوقة الجبلية)
…تتعانق نقط المطر..ثم تتسلل عبر الحائط الباكي..
تستقر مقلتاي أمين على الجدران الباردة الملطخة بخرائط صاغتها يد الطبيعة… تنزلق نقط المطر من السقف حتى تستقر على رأس أمين المتصدع، بالتأمل فيستفيق من تأمله،فباغتته
امرأته بطلباتها التي تنهي:
– عليك بأداء فاتورة الماء والكهرباء،وإحضار الخضر،والسكر،
والزيت، واللحم،وو
– حتى آخر إشعار
فيالشهر
– لا تنس الدواء
والأحذية للأولاد
– لم يجب …تلغط :
– – اصلح التلفاز،فهي مصابة بالعطب
والصداع؟
– لم يجب…تستطرد:
– أو اشتري تلفازا بالألوان كجيراننا؟
– يرد بصوت مبحوح:
– نحن نعيش
يا امرأة على قدرنا
– تقهقه كالقردة بصوت مجهور ساخر..
ينظر لقدميه المتشققتين، بسبب قهقهة حذاءه الوحيد الذي يطوي به الدروب و الشوارع.
..تضحك بسخرية عندما تراه في حالة انكسار، وثقوب
جيوبه
وسوء حظه والحصار…
تحاصره بصراخها،فيجيب مستلطفا:
– خفظي من صوتك…الجيران تسمع؟
تضاعف من صراخها :
– أتخاف الجيران؟
لم يجب…تستطرد:
– الجيران تعرف عنك كل شئ…فأر تقضم الكتب ،و الجرائد…
و بيتك أقفز من الفيافي ،و القبور…
غمغم بصوت منخفض :
– كيف؟
– هم سعداء…بيوتهم مؤثتة بأحدث الآثات…تلفازات ملونة….بارابولات…
حتى قمامات أزبالهم مليئة بقشور الموز
والفواكه، والعظام…
رد عليها بصوت هادئ:
– سبحان من يحي العظام، وهي رميم.. سبحان من يغني
ويفقر…
زعقت في وجهه :
– و متى ستحن على هذه الجدران بالصباغة؟!
لم يجب..تستطرد :
– لماذا لا تعرف من أين تؤكل الكتف؟..
لماذا طلابك خير منك ماديا ؟..
رد بسرعة البرق:
– ليست لي أي أنياب وأضراس
رمته بنظرات ساخرة حقيرة..
انحنى على حذائه…
وفتح الباب المهترئ…
ثم هبط بضع درجات…اقترب من القمامات…تفحص ما بداخلها بيديه ورجليه…قشر الخضر و الفواكه، والسردين وزجاجات خمر رخيص فارغة..
تراجع أمين إلى الوراء كلاعب كرة وهداف محترف..ضرب بقدمه اليمنى القمامات بركلة جنونية..
حتى تبعثر ما في أحشائها..
سمع الأقفال تفتح بقوة..
فلاذ أمين بالفرار كطفل سرق دمية .
*بقلم : إدريس قزدار.
*قصة نشرت بجريدة
بيان اليوم
*19/4/1997.