قصة قصيرة الليل والأحلام الموؤودة.

Brahim dodouche10 فبراير 2023
Brahim dodouche
كُتّاب وآراء

قصة قصيرة الليل والأحلام الموؤودة.
أغنية أم كلثوم “فكروني” تقتات من قلبها الطيب، أحبت لأول مرة ، الصوت الشجي الذي يمزق السكون ،ويملأ فضاء غرفتها، والسحب السوداء،تتدافع فوق المدينة، الفتاة البيضاء في ثوب النوم الأبيض على زاويته الفراش ،تنتظر قدوم النوم،الذي قد يأتي
أو لا يأتي..إما بحلم
أوكابوس ..
تصير شمعة تحترق لتضيء للآخرين،وهم رمووا كل مشاكلهم عليها ،وناموا بكل لذة وسعادة ودفء ..تبكي بصمت ثم تحترق في سعادة،فهي لا تكون سعيدة إلا بسعادة من حولها ، والأغنية “فكروني” تأكل من قلبها عينيها واسعتين غائمتين..
تزدحم فيهما سحب الدمع غير ممطرة ،وصدرها بدأ يضيق ..والجدران ضيق، وهي محاصرة في كل زاوية .. وضعت يدها على خدها كطفل بريئة،وتساءلت مع السرير :
-هل تحب المرأة يا صديقي؟؟
-أعوذ بالله أفضل العزوبية على المرأة.. الزواج فتنة..صداع الرأس..
– تمثال من قماش والتبن.
– بصراحة هل تحب المرأة والزواج ؟؟
-اذا غضب الله على عبد ابتلاه بامرأة شريرة ؟!..
– وإذا غضب الله على امرأة ابتلاها
بشيطان
– انك تغالين أنا
أحب الحرية،ولا أحب امرأة تتحكم
في حريتي .


صمتت المرأة وتتساءلت مع نفسها
هل جننت أكلم سريرا من خشب!؟…
وتأملت وجهها في المرآة نزعت شعيرات شذت على قوس الحاجبين ،وعبثت بأناملها على شفتيها ..تأملت قوامها.. مالت يمينا ثم يسارا انحنت راقتها رجرجة النهدين ..كشفت عن صدرها ومسددت خصرها قائلة:
هذا الليل الطويل متى يقتصر..
وأغنية فكروني سافرت بها مع الذكريات: أصحابها ..صديقاتها …في الطفولة والشباب ..
ياليت عقارب الساعة ترجع للماضي الجميل ..
وما أقسى الوحدة! وحدة الليل، والغربة من المكان والزمان،وبين الأهل..
الوحدة تحول الحلم
إلى كابوس مرعب .


*بقلم الشاعرة والأديبة”
سعاد لهناني.


اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة