في اليوم العالمي لِلُغة الضَّاد ….!!

Mohamed aithammou13 فبراير 2023
Mohamed aithammou
ثقافة وفنون

في اليوم العالمي لِلُغة الضَّاد ....!!

” همومُ العَربية ” .!
♧♧♧♧♧♧♧♧♧.

رُميتُ بعَصرٍ عِفتُ فيهِ حياتِي
وقد شِمتُ أهلي في صفوفِ رُماتي

تنكَّرَ لي قَومي وكنتُ سَبيلهم
إلى المجد دهرا ، والعزاء شكاتي

فملتُ إلى حُزني ، ولُذتُ بزفرتي
أردِّدُها في يَقظتِي وسُباتي

وَساورُني غبنٌ يلوكُ فَصاحتي
وحنقٌ مِن الأعدَا ، يهزُّ حَصاتي

فَكفكفتُ دَمعي واتَّهمتُ بِطانَتي
وأُبتُ إلى امْسِي الُمُّ شَتاتِي

ورُحتُ وقدْ لفَّ الصَّغارُ ذوائِبِي
وتاهتْ حُرُوفي في رَميمِ رُفاتِي

وضَلَّ الذي يَبغي بَياني وبِنيتي
وخابَ مُحبٌّ خاطبٌ لبَناتِي

ورانَ زمانٌ يعْتريني بِلكْنةٍ
تُثيرُ عُيوباً في صَفاءِ صِفاتِي

وسارتْ إلى نُطقي رطانةُ عُجْمةٍ
تَرومُ اجْتثاثِي واقْتلاعَ صِلاتِي

تصبُّ نقيعَ الحِقدِ سراًّ وجهرةً
وتحْقنُ سُماًّ في مُحيطي وذاتِي

وسائِلها الِإعلامُ في كلِّ محفلٍ
له نفثاتٌ من فحيحِ عُداتِي

وما حزَّ في نفْسي وهيَّجَ سُقْمها
وألهبَ قلبي في لظى عَبَراتِي

عقوقٌ لأَنجالي وزعمُ غَبيِّهمْ
بِأنِّي عقيمٌ قدْ يحينُ مَماتِي

وجهلُ أُهَيلي قيمَتي وأصَالتي
وغَمْطي حُقوقي إذ فقدتُ حُماتِي

انا الضَّادُ حَرفي بالجَلالُ مُكلَّلٌ
وبي سطَّر التَّنزيلُ ارقى عِظاتِ

وبي انْزلَ الرحمنُ آيَ كِتابهِ
فأنعمْ بما في الذِّكر من كَلماتِي

كفاني فَخارًا أن أكُون. لأحمدٍ
لسانًا وما يأتيهِ مُن بيِّناتِ

بيَ النَّثر يَهمي كالُّلجينِ بسمطه
بأرقى كلامٍ محكمٍ بِثباتِ

وتسمُو بيَ الأشعارُ عند ذَوي الحجى
طِوالٍا مِنَ الأوزانِ مُنسَجماتِ

ولا زلتُ في العلْياءِ رغمْ تطاولٍ
عليَّ مِن الأَغْرابِ أُرْخي سِماتِى

معيني مدَى الأزْمانِ ثرٌّ زُلالُه
يَسيل بعذبٍ سلسلٍ وفُراتِ

لأن الَّذي أهدى الُّلغات جَمالها
أتاني كمالًا لم يكنْ للغاتِ

أتاني بيانًا لا حدودَ لسحره
وأودَعني فوقَ البَيانِ هِباتِ

وسِعتُ علومَ الأقدمينَ دِراية
ومَا قصُرَتْ عَنها حروفُ لَهاتي

وكلُّ لغاتِ الكونِ تَبدو فَقيرةً
أمامي تُنادي يا كريمةُ هاتِ

فهيهاتَ ان يعلُو الذُّبول نَضارتي
وحُسني مَدى ماضي الزَّمان وآتِ

وأنَّى لهُ أن يَستوي بحَديقتي
ودَوحي بها يَزدان بالثَّمراتِ

وهيهاتَ أن يَرقى السِّقامُ لهاممتي
وتغدُو حُروفي في صَفيحِ كفاتِ

أنا الضَّادُ لي نحْوي يصونُ بلاغتي
فلا تحْلموا يوماً !! بِيومِ وفا تِي


بقلم الشاعر إبراهيم موساوي .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة