فرص الحياة

Brahim dodouche12 مارس 2023
Brahim dodouche
مدونات الحقيقة

فرص الحياة
 إننا في الحياة نجتاز محطات ،و مراحل تتطور فيها كفاءاتنا وقدراتنا ، ونزداد فيها تجارب وخبرات تمكننا من الوصول إلى ما نصبو إليه ،غير أن هذه المراحل والمحطات تحتاج جرأة و قوة وحكمة ،لأنها تتطلب عدة وعتادا نفسيا و ذهنيا
و روحيا لمواجهة مخاطرها ، و هذه المخاطر ،و التي يمكن أن نجملها في ثلاث هي ما تعطينا نسق الاستمرار ،و الاستثمار الكوني لكل الفرص الحياتية .
فنحن حين نختار ،وهو أول مخاطرة نمر بها ،فغالبا ما تسبقنا الغريزة و الرغبة على حساب العقل الذي مركزه فوق القلب ،وتتسارع الأنانية على حساب الحكمة ، ولهذا قيل استفتي قلبك
و لو افتاك الناس،والأصل في الاختيار هو اتباع القلب لا اتباع الهوى والغريزة ، لأنه لو اتبعنا الهوى سنضيع كل مقومات النجاح منذ البداية .
اما المخاطرة التالية بعد الاختيار ، هو كيف نحول ذلك الاختيار إلى قرار حكيم و رشيد ، إذ أن الاختيار يكون على مستوى القلب ، أما القرار ،فهو على مستوى البصيرة
التي يلهمها الله للعبد ،فيتحول الاختيار إلى قرار حكيم ، و ما بين الاختيار و القرار هو ،تفاعل ديناميكي كيميائي داخل المكونات الرئيسية للذات قد يتفاوت حيزه الزمني حسب الغايات و المعطيات المتوفرة ، و على مستوى العقل الواعي و الباطن ، وعندما تغيب المعطيات التي تتفاعل مع البصيرة،فإن القرار الذي سوف يتخذ سيصبح خطرا،وعندها تفشل كل الاسس العلمية للنجاح .
أما المخاطرة الأكثر صعوبة و شدة ،والتي على أساسها تظهر نتائج النجاح جلية ،هو تفعيل القرار و تنزيله على أرض الواقع ، و قد تثبت صحة ما تم اتخاذه من قرار أو يتعدى حدود التوقع على المدى الطويل
أو يفشل منذ البدء في غياب الأسس العلميه ، ولكن تفعيله هو روح الاستمتاع بقوة هذه المخاطر وجوهره في رحلة الحياة ، لأن الله تعالى بحكمته يجعل الحكيم يقف على مكامن الاصطفاء والاختيار المولوي
في كل المواقف
والأماكن التي يمر منها ليدرك أنه لا يحتاج أحدا غيره سبحانه كي يعطيه حسن المقصد ،وحسن الفهم و حسن الانجاز .
إن مخاطر الحياة لا تنتهي ،و لا ينفذ مخزونها من الفرص الاستثمارية الرائعة والجليلة فيها ، غير أنها تضيع من بين ايدينا حين لا تستوعب بصائرنا فحواها ، او نتوقف عن اغتنامها بسبب التردد و سوء التدبير بروح المخاطرة .
إننا في هذه الحياة ،لا نعرف ماذا سيحدث حتى في اللحظة التالية؟ ،وكن نحن نستمر في المسير نحو التغيير ونمضي إلى الملاذ الآمن قدما رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بنا لأننا نثق بالله و نستثمر الفرص المتاحة بكل جرأة ونرى فيها الحياة بكل جمال و جلال إذ أن علامة الجمال فينا هي أنه دائمًا نرى الجلال في كل مكان و نرى الجمال في كل فرصة.
  بقلم:الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة