دَعني فقَلبي علَى الأطلَالِ والدِّمنِ
مضرَّجٌ بدماءٍ خضَّبت وطَني
دَعني أُطيلُ نحيبًا فوقَ رُقعته
أبكي زماني الَّذي ما عادَ كالزَّمنِ
أبكيهِ إذ خيَّمت فينا حَرائقُهُ
بكلِّ لافحةّ من جَذوةِ الفَتنِ
قادتّ زوابعهُ نارًا يؤجِّجها
أمرٌ ونهيٌ من الأسيادِ للَّسدنِ
شبَّت شَرارتُها في كلِّ حاضرةٍ
فأوقدَت سقرًا بالرُّزءِ والمِحنِ
عاثَتْ حرارتُها بالحرقِ في حَلَبٍ
لبَرقةٍ ومَدى النَّهرينِ واليَمنِ
حتَّى بدا صُقعها مِثل الأتونِ لظًى
يَغلي على وَهدِ الأنحاءِ والشَّزنِ
ممَّا رمَى نَسلها كالموجِ مُندفعًا
نحو العبابِ بلا نعشٍ ولا كفنِ
يفِرُّ مِن وطنٍ ، باتَتْ تُساوِرهُ
طولَ السِّنينَ رُؤوسُ الذُّل بالوَهنِ
يَرجو الخلاصَ بعتقٍ ظلَّ يَنشدهُ
ويَشتريهِ بسعرٍ باهظ الثَّمنِ
ما أَوجعَ! النَّفيَ إن يهوي الزَّمانُ بهِ
فَوق الفُؤادِ الَّذي يَهوى ثَرى الوَطنِ
☆☆☆☆☆☆☆.
بقلم الشاعر:
إبراهيم موساوي