ذات يوم قريب ، و على ناصية الحياة تقف حشود من الأشخاص على رصيف الطريق حيث ينتظرون أشخاصا استثنائيين مميزين كي ينبهروا بهم ، و منهم من ينظر بكل دهشة و انبهار إليهم دون أن يحرك ساكنا ، و منهم من ينتظر من يستغله دون أن يبدي تفاعله ، و منهم من ينتظر من يأخذ بيديه فيسلك به إلى الجانب المشرق لهذه الحياة ، و انت من بيدك القرار الصائب ، فإما أن تكون من المميزين الذين يأخذون بأيدي الناس ، و إما أن تكون ممن يريد الانعتاق من شظف النكران ، فتركب قطار العرفان ، و تتأهب لمغامرة الوجود و تقول مبتسما : ” إن الله جبر قلبي جبرا لم أكن أحلم به أبدا ”
نعم ، في ذلك اليوم بالذات الذي تقرر فيه الركوب ، و تخرج من طابور الانتظار الطويل ، ستشعر عندها أن الأمل الذي أشرف بداخلك ليس حلما ، إنما هو ذلك النور المشرق الذي يجعل أحلامك كلها تصبح حقيقة واقعية ، و عندها سوف تدرك أن الراحة التي تبحث عنها ليست حوارا تتحدث فيه مع من يسمعك فقط ثم ينصرف ، بل الراحة هي أن تتحدث مع أحد يفهمك ، و يعيرك كل الاهتمام ، و تتبادل معه المشاعر و الأحاسيس ، و عندها سوف تعي أن الفوز لا يعني أن تكون الأول دائما ، لكنه يعني أن تصبح الأفضل من ذي قبل ، و تدرك مكامن الخلل فيك و في اساليب تعاملك معه ، فتقوم بتصحيحها و أخذ العبرة منها .
في ذلك اليوم بالضبط ، ستتعلم كيف تستطيع السيطرة على دواليب القرار كي لا تغلبك الأيام ، و كيف تستطيع أن لا تكون واهنا ، عندها حقا سوف تتمكن من أن تفوز إن كنت صبارا صبورا ، فذو الصبر أغلب ، و الصبور على المصاعب أقدر ، و عندها يمكنك بابتسامة جميلة أن تلامس القلوب و تبدأ صداقات جميلة و جليلة ، و عندها يمكنك بكلمة طيبة أن تنهي عراكا مقيتا و قاتلا ، و عندها يمكنك بنظرة حانية أن تنقذ علاقات إنسانية حقيقية كادت أن تتحطم ، و عندها يمكنك أن تغير حياة أشخاص يشاهدون فيالق النجاح تمر أمامها ، و هي تمني النفس بالوجود بين تلك الفيالق ، و لأن الطُيور لا تطير إلا في سربٍ يُشبهها ، ستدرك أنك من الضروري أن تبحث عن السرب الذي يناسبك كي تطير داخله بكل حريةٍ ، فمن كان مثلك يحمِلك على عاتقه حتى و إن كسـرت جناحاك .
في ذلك اليوم بالضبط ، لن تكتفي بنفسك ، بل ستدعو من حولك كي لا يصابوا بخيبة أمل ، عندها بالفعل سيصبح وجود الناس في حياتك لطيفا و نافعا و غيابهم لا يضر بقدر أنك أنت من ستنفع ، و عندها ستزرع داخل الجميع شيئا رائعا ، إن لم يكن حبا فسوف يكون على الاقل احتراما ، و لن تهتم بخويصة نفسك فقط ، بل ستتزين لملامسة روعة الانجاز الرائع و تزين بهاءك و يهاء حديقتك كي تجعل كل أنواع الفراشات و الطيور تأتي إليها بكل أريحية تامة ، و عندها سوف تصل إلى غاية وجودك و استخلافك في بوثقة الحياة .
الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي