جرجى زيدان ومواقفه من اللغة العربية في عصر النهضة.

Mohamed aithammou2 مارس 2023
Mohamed aithammou
مدونات الحقيقة

جرجى زيدان ومواقفه من اللغة العربية في عصر النهضة.

Jurji Zaidan and his positions on the Arabic language in the Renaissance.
بقلم الباحثة والكاتبة:

 لينا سميرات/ لبنان .

النهضة العربية النهضة The Arab Renaissance، هي الفترة التي تميزت بتقدم وازدهار المنطقة العربية مختلف المجالات، وبما في ذلك المستوى الأدبي واللغوي والسياسي والاجتماعي وتشكيل اللغة العربية الفصحى الحديثة (MSA). ففي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين (العريس-2018: xvi) كان هناك العديد من الرواد العرب الذين أثروا في الأدب العربي وعلى اللغة العربية. لقد كانت اتجاهات النهضة بالنسبة للغرب قائمة مابين الإعجاب بتطور الغرب والاتجاه نحو تقليده. كما كانت على النقيض من أولئك الذين طالبوا بالحفاظ على الثقافة العربية وأرادوا أن تتخلص اللغة العربية الفاسدة من تأثير اللغات الغربية (العريس-2018: xvi). أسس هؤلاء الإصلاحيون الأكاديميات لحفظ اللغة العربية من تأثير اللهجات العربية المنتشرة في العالم العربي ولتطويرها. وفي الوقت نفسه اعتقد اللغويون أن اشتقاق مصطلح وحي deviration هي أنسب طريقة لتطوير للغة العربية وتجديدها(نيومان، 2013). أسس المفكر اللبناني جورجي زيدان (1861-1914) جريدة الهلال (1892) مع ناصيف اليازجي (1847- 1906) وكانا من بين آخرين ممن دعوا إلى الحفاظ على اللغة العربية من التأثير الغربي ولعبوا دورًا رئيسياً في إحياء الثقافة العربية وذلك عندما نشروا مقالاتهم في الصحف المختلفة وألفوا الكتب (سراج الدين 2012: 3). اعتبر زيدان أن اللغة العربية هي كائن حيّ ومستمرة في التطور (سراج الدين 2012: 3). فقد جادل بأن التغيير التطوري هو ما أبقى اللغة حية وذات صلة، ومعها المجتمع الذي يستخدم تلك اللغة. كما ساهمت كتاباته بشكل كبير في تطوير اللغة العربية الفصحى الحديثة. لقد كان لديه معرفة قوية بكتابات العلماء الأوروبيين حول التاريخ بشكل عام وتاريخ الشرق الأدنى بشكل خاص. ربما كانت إقامته لبعض الوقت في لندن هي التي قدمته لهذا النوع من الأدب.

كان الإنجليزي السير ويليام ويلكوكس sir Wiliam Willcocks (1852- 1932) أحد أولئك الذين سلكوا الاتجاه المعاكس للمصلح عند السماح للعرب باستخدام اللهجة المصرية بدلاً من اللغة العربية الفصحى (SA) ، عند الكتابة والقراءة. والسبب هو أن اللغة الفصحى (SA) منعت العربية من التطور (Starkey، 2004: 194). بينما رأى أحمد فارس الشدياق (1805-1887) أن اللغة العربية يجب أن تكون أبسط وأسهل حتى يفهمها غير المتعلمين (نيومان ، 2013).
وعلق زيدان في مقال على كلمة ويلكوكس في نادي الأزبكية، ونشرته جريدة الأزهر (Starkey،2006: 194). لاقتراح ويلكوكس هو بهجر اللغة الأدبية غير الإبداعية واستبدالها باللهجة المصرية. وجادل بأن التمسك بهذا النوع من اللغة أدى بالمصريين إلى الافتقار إلى الإبداع والابتكار اللغوي (Starkey، 2006: 194). فقد أخذ مثالاً عن كيف تخلت أوروبا عن اللاتينية كلغة مكتوبة واستخدمت اللغة الإنجليزية الحديثة بدلاً من ذلك. وبهذه الطريقة ، وفقًا لويلكوكس، استفاد الأوروبيون كثيرًا منها (Starkey، 2006: 194). أظهر زيدان أن اللاتينية ليست اللغة الأم للأوروبيين ولكنها لغة أجنبية، بينما العربية هي اللغة الأم لجميع العرب. (ستاركي ، 2006: 194). مثل غيره من المثقفين كان يعتقد أن اللغة العربية لعبت دورًا مهمًا في تكوين القومية العربية، وأدت هذه القومية إلى ظهور مجتمع يتفاعل أفراده مع بعضهم البعض . وبناءاً لزيدان، بينما يستخدم العرب اللهجة المصرية دون اللهجات الأخرى مثل السريانية، فإن هذا يمكن أن يضطهد المتحدثين بالسريانية ويجعلهم لا يستفيدون مما كتبناه (Starkey، 2006: 195). عكست مقالة زيدان أفكاره والمفكرين الآخرين في ذلك الوقت (Newman, 2003) رفضه استخدام اللهجة المصرية بدلاً من (الفصحى) كلغة مكتوبة. ورأى أن ذلك سيؤدي إلى انقسام الشعوب العربية،علاوة على ذلك أن اللهجة المصرية لا يفهمها بعض العرب (Starkey، 2006: 195). ينتمى زيدان إلى التيار الإصلاحي،وذلك عندما رأى أن اللغة العربية قد تشوهت ويجب إصلاحها. وهذا ما نراه في مقالته أيضًا أن اللغة العربية الأدبية شاملة وغنية في التعبير عن المصطلحات المختلفة، ولا سيما المصطلحات العلمية (Starkey، 2006: 196). فهو يعبر عن هوية كل العرب ويثبت وحدتهم. وقد كانت نظرة زيدان الثقافية للعالم على أساس اللغة بأن اللغة العربية عامل موحد بين كل العرب
(سراج الدين 2012)

 

المراجع

El-Ariss, T. (red.) (2018). The Arab renaissance: a bilingual anthology of the Nahda. New York: The Modern Language Association of America. 

 
Serageldin, I. (2010). Jurji Zaidan1 : His Contributions to Modern Arab Thought and Literature   
file:///C:/Users/summe/Downloads/SerageldinPaperonJZinfinal03062012.pdf 
 
Starkey, P. (2006). Modern Arabic literature. Wahington, D.C.: Georgetown University Press. 
 
Newman, D. (2013). The Arabic Literary Language: The Nahḍa (and beyond)   
The Oxford Handbook of Arabic Linguistics 
Edited by Jonathan Owenshttps://www-oxfordhandbooks-com.ezproxy.its.uu.se/view/10.1093/oxfordhb/9780199764136.001.0001/oxfordhb-9780199764136-e-020.


اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة