تعاني فئات عريضة من الرحل من تبعات موسم الجفاف بسبب ندرة المياه الصالحة للشرب في المناطق الجبلية، اعتباراً لقلة التساقطات المطرية طيلة السنة الحالية، ما أدى إلى انخفاض مستويات المياه الجوفية بالآبار المستعملة.
وأشارت مصادر محلية، بهذا الخصوص، إلى تزايد معاناة الرعاة الرحل بالمناطق الجبلية البعيدة عن القرى مع المياه، ما دفع بعض الجماعات الترابية، بشراكة مع الجمعيات، إلى إرسال الشاحنات الصهريجية إلى تلك المناطق بصفة دورية لضمان تزويد هؤلاء بهذه المادة الحيوية.
وفي هذا الإطار، قال محمد الديش، رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل، إن “ندرة المياه لا تقتصر على الحواضر المغربية فقط، بل تشمل كذلك المناطق الجبلية التي لا يتم تسليط الضوء عليها كثيراً في ظل حالة الطوارئ المائية بالبلاد”.
وأضاف الديش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “خزان المياه تراجع بالمناطق الجبلية، ما تسبب في معاناة الرعاة الرحل خلال فصل الصيف الماضي، بالنظر إلى غياب الماء الصالح للشرب في تلك المناطق، ما يدفعهم إلى المشي لمسافات طويلة من أجل الحصول على المياه”.
وأوضح الفاعل المدني ذاته أن “تراجع التساقطات المطرية أثر بالسلب على مستوى معيشة سكان المناطق الجبلية، بما يشمل الرعاة الرحل، حيث جفّت أغلب الآبار وتراجعت الفرشة المائية السطحية، ما دفع مربي الماشية إلى بيع جزء كبير منها لتفادي كلفتها المرتفعة بعد تزايد أسعار الأعلاف”.
وواصل المتحدث بأن “بعض جمعيات مربي الماشية توفر لسكان العالم الجبلي الشاحنات الصهريجية لتزويدهم بالمياه الصالحة للشرب، لكن تلك المبادرة تظل غير كافية مع استمرار موسم الجفاف، إلى جانب انتشار بعض الرعاة بمناطق جبلية بعيدة يصعب الوصول إليها”.
وأردف بأن “الائتلاف المدني من أجل الجبل لطالما دعا السلطات العمومية إلى التفكير في مشاريع محلية لتجميع مياه التساقطات المطرية بأعالي الجبال، بالموازاة مع تشييد السدود الصغيرة، وذلك بهدف تخفيف معاناة الساكنة بخصوص التزود بالمياه الصالحة للشرب في أوقات الجفاف”.
وسبق أن صرح نزار بركة، وزير التجهيز والماء، بأن “المغرب يعيش أزمة مائية حقيقية خلال السنة الجارية، نتج عنها مواجهة عدد من المواطنين والمواطنات مشاكل في التزود بهذه المادة الحيوية”.
وأشار المسؤول عينه، في تصريحات سابقة، إلى أن الوزارة “عملت على اقتناء 706 شاحنات لإيصال الماء إلى الساكنة المتضررة، واقتناء وحدات متنقلة لتحلية المياه حتى تستفيد منها العديد من الأقاليم، إلى جانب حفر الأثقاب الاستكشافية”