الكلمة وذهنية المتلقي

Brahim dodouche24 يناير 2023
Brahim dodouche
ثقافة وفنون

_ كل أسبوع قراءة في كتاب:


الكلمة وذهنية المتلقي.


لا تعني الكلمة في كتاب الباحث حميد بركي
(الكلمة وذهنية المتلقي) المصطلح المفرد او المفردة المعزولة الدالة عن معنى في ذاتها كما هو متعارف عليه في الخطاب اللغوي العربي المتداول،أو حسب الاستعمال المعروف في القاموس العربي الذي يحددها في التصنيف القديم(حرف/فعل/اسم).
إنما هي الخطاب اوالنسق المعرفي الذي يشكل توليفة مترابطة، منسجمة، متناسقة تفيد معنى او معاني، تشكل، حسب تداولها في سياقات مختلفة، تلقيا تشاركيا يثير عدة استفهامات، خاصة إذا كان موضوعها متعلقا بنسيج معرفي مثير للجدل، كخطاب سياسي اجتماعي، فلسفي او نفسي او ديني، هذا الطرح تداركه الباحث والمغكر حميد بركي وفهم نجليات خطورته على مستوى الخطاب الديني، مما آثار ملابسات متعددة وجب على الباحث تناولها بالدراسة والبحث، ليتمكن من مقاربة موضوع جد إشكالي ينتج عنه مغالطات كثيرة في فهم عدة أنساق معرفية دينية لدى الكثير. وعيا منه أن المتلقي هو درجات، وهو ماسماه ب(ذهنية) اي درجات الوعي، أو مستويات التحليل والفهم والشرح والتمحيص:
-1متلقي بسيط يقرأ ولا يفهم، فينسحب بدون أن يترك وراءه ضجيجا ما.
-2-متلقي لا يفهم وفي عدم فهمه يفسر ويشرح للآخرين و لنفسه مالم يفهم، بوعي منه انه مالك الحقيقة، فلا ينسحب إلا والعصا بيده معتقدا انه مغير المنكر ورسول عصره.
-3متلقي يفهم ويشرح للمحطين به قدرات فهمه،بعصبية لا تقل عن عصبية المتلقي الثاني.
_4 متلقي عالم يفهم ويجعل من فهمه مجالا للبحث العلمي، فتصبح مادته التي فهمها موضوعا تنويريا ومجالا يحترم الحقيقة التي هي ليست ملكا لأجد.
5-متلقي آخر هو موضوع كتابه يشكك في كلام الله وهو لم يفهم بعد ما تخفيه حقيقة النص القرآني وعلوم الفقه وعلوم الدين والحديث، جعله المفكر حميد بركي اختيارا مقصودا بشكل واضح لكتابه وهو ما سماه:المشككون في النص القرآني.
هذا النوع من المتلقي
هوموضوع الكتاب ككل.
أما ذهية المتلقي كنسق،في علاقته بالكلمة موضوع النص او الخطاب التداولي،فهي ذاك المجال المشترك بين خاصية السياق المعطى والادراك المتلقى الناتج عنه. هذه المجالات هي التي تؤسس فهما إشكاليا بصيغ متفاوتة الأبعاد والنظر الإدراكي، في غالبيتها يتحكم فيها نسق مبني على قواعد لازمة وأسلوب فني ضمني يشكلان معا توليفة لغوية تفهم بدرجات متفاوتة حسب مرجعيات مختلفة التي سماها الباحث بركي (بذهية المتلقي).
هذه المجالات المعرفية الخصبة هي موضوع كتاب حميد بركي الذي سماه :الكلمة وذهنية المتلقي) .
هو موضوع خصب و مثير للجدل، شكل اساس عدة خروقات معرفية واخرى فنية، ضببت المعرفة، كما عقدت فهم عدة مفاهيم ترتبط بالنص القرآني من جهة . الشيئ الذي تسبب عنه تلقي خطابات قرآنية بأخطاء متفاوتة، جعلت البعض يفسر ويشرح مواضيع حساسة بعناوين غير صحيحة، بعيدة كل البعد عن المعاني الذي أرادها خطاب الله أن تكون مستهدفة بغايات بعيدة كل البعد عن تلك التي فسرت وشرحت بها ، كما ضللت الطريق لدى البعض الآخر فأعطى أحكاما ظالمة غير مبنية على مستنتجات علمية سليمة، بل ثم تأويلها بأخطاء معتمدة وأخرى غير مبررة لتتحول إلى معان ونصوص أخرى، هي ماسماه بالكلمة، فتصبح كلها خطابات مؤسسة على اللبس والمغالطات.
عموما، كتاب سي حميد بركي شكل مجهودا معرفيا، قد يظهر لدى البعض أنه متنوع المفاهيم المتباعدة، لكنه في عمقه المنهجي طرح مجموعة من المجالات، عبارة عن أسئلة معرفية وأخرى تصحيحية، بتحد علمي واضح الأسس ، وهي مواضيع أثارت انتباه الباحث فركز عليها بالتحليل والتفكير العميق مجادلا بلغة قوية مجموعة من الاطروحات التي بدت له مثيرة الانتباه، منها مفهوم القوامة وبعض اشكاليات الورث، كما ناقش بعض الاشكالات اللغوية المتعلقة بالفرق بين علم كلام الله وكلام الانسان)، وهي مواضيع فرضت عليه أن يناقش ويحلل بعض المعضلات المنهجية بشكل ممنهج مثلا ركز على ذهية فوارق الكلمة وذهنية المتلقي والتواصل، بصفتها مواضيع جعلته يركز على خاصية التوضيب الأسلوبي والأسلوب التوضيبي،على اساس أنهما معا يشكلان مجالات عميقة منهجية تستدعي التأمل والمناقشة، كما يستدعيان الحوار الهادف المقنع ليصحح اللبس الذي كان سببا في تضبيب عدة نقط تخص الخطاب الديني الموجه بأهداف جد دقيقة وواضحة يصعب على القارئ البسيط استعابها وضبط مغازيها وفك شفراتها الباطنية.
شكلت هذه الأبحاث الفكرية مناقشة عميقة في مواضيع فقهية متعددة المشارب، بأطروحات علمية حددت الوجهة التي عنونها في فقرة خاصة بحوار مع المتشككين في النص القرآني، هذا الأخير سيشكل الهدف والغاية المركزية من إنتاج هذا الكتاب، وقد أشار إليها مرتين في كتابه، في المدخل /المقدمة وفي. فقرة خاصة عنونها بنفس الإشارات.


☆ بقلم الناقد والكاتب :
سعيد فرحاوي.


الكتاب الثاني:
لحميد بركي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة