الحب في الفلسفة والدين والأدب.
♡♡♡♡♡♡♡♡
أقامت جمعية كن معنا للبيئة والثقافة والفنون يوم الجمعة الموافق 10 /2 /2023 م
ندوة ثقافية بعنوان :
( الحب في الفلسفة والدين والأدب ) في برنامج ندوة مستديرة تناولت الندوة مفهوم الحب لدى الفلاسفة والعلماء ورجال الدين والفكر والأدب . شارك في الندوة مجموعة من الأعضاء الأساتذة في علم النفس والاجتماع والأدب والإعلام ، قام بإعداد وتقديم الندوة وتقديمها عضو الجمعية الاعلامي فهد القباطي . وإشراف د – إدريس قزدار رئيس الجمعية.
- ذ – فهد القباطي :
مساء الخير على الجميع تحية للدكتور إدريس قزدار رئيس الجمعية ولكل الأساتذة الكرام كل باسمه وصفته ولنبدأ ندوتنا في برنامج الليلة أهلا ومرحبا بالجميع ..
يجمع الفلاسفة على أن الحب مشاعر تتمركز في الإنسان ..
س – ما هو مفهوم الحب من وجهة نظركم ووجهة نظر الفلاسفة والعلماء والأدباء ورجال الدين ؟
- د – إدريس قزدار :
السلام عليكم ورحمة الله
ما يزال هذا الموضوع يطرح نفسه والغاية أن نحارب الكره لأنه منبع الويلات والحروب والشرور والكراهية والنفور والاجرام فبدون حب أو ود تنقلب الحياة رأسا على عقب . الحب هو إشكالية فلسفية صعبه جدا وممكن أن نبسطها على الشكل التالي : إن الحياة البشرية بدون حب وود مثل جسد بلا روح وتتحول الحياة إلى حية مسمومة تنفث سمومها في مشاعر واحساس الانسان وخلق الله سبحانه وتعالى الانسان وفطره على الحب والمحبة وعند علماء علم النفس والاجتماع يسمون الحب غريزة وجعل الله سبحانه وتعالى للحب قيمة عظيمة وحث البشرية عليه فهو يتسع ليشمل الدين واللغة والأرض والناس وهو ملح الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية والمذاق الحلو في العلاقات بين الناس والأمم على اختلاف مشاربهم وأديانهم وألسنتهم وألوانهم فالحب مفتاح تفتح به القلوب والعقول لقبول الآخر والتعايش مع الحضارات ولعل الكراهية والحروب والنزاعات والعداوات التي عشناها ويعيشها عالمنا إلى اليوم هي بسبب غياب التربية على الحب وزرعها في قلوب الناس فبالحب نقصد السلم والسلام والإخاء والرحمة والجمال .
- د – حميد بركي :
سئل أحدهم عن الحب فأجاب هو أنا وأنت ، إن كنت وكنت كان الحب وإن لم نكن عدم الحب .
- د – سعاد الهناني :
الحب مجموعة متنوعة من المشاعر الإيجابية والحالات العاطفية والعقلية قوية التأثير ، تمتد هذه المشاعر من أسمى الأخلاق الفاضلة إلى أبسط العادات اليومية الجيدة ، كان للحب فلسفة وهذا ما شاءته إرادة الفلاسفة منذ كتب الفيلسوف اليونانى أرسطو عن الحُب ودرسه كما يدرس سائر الوجدانيات المنبعثة عن قلب الإنسان وأحاسيسه الخفية لكن كيف ينظر الفلاسفة إلى الحُب ؟ هل قدسوه أم عادوه ؟ تناول الفلاسفة الحب كمفهوم كلي مجرد ، فيصور سقراطُ الحب على أنه جنى عظيم أو روح كبيرة جاهلة، وقد ذكر سقراط الحب الرومانطيقى كأحد أشكال الحب وهو الحب الخالص الذى يقترن بالحزن والألم والقنوط ، ولا يمكن أن تكون نهايته سعيدة وهذا الحب موجود فقط فى دنيا التصور والخيال .
- ذ – سعاد ثقيف :
الحب عند الفلاسفة اليونان قوة لا يمكن إدراكها ، وهي ما تدخل الانسان في عالم آخر ، وتُبدّل شخصيته لتظهرها على حقيقتها ، ومن ثمّ تُظهِر الأنا المختفية في الأعماق ، حيث إنّ ما يخفيه الانسان من مشاعر عادة ما تظهر حين يحب .
- د – زوهرة العناق :
بدأت فلسفة الحب عند الإغريق حيث كانوا يرون أن الحب صفة أساسية وجينية تظهر آثارها في سلوك الكائنات الحية والحب طبقا لأفلاطون ، لا يعدو حبنا لمن نحب كونه وسيلة للاقتراب أكثر قليلا من الجمال الكامل الواقع في عالم المُثُل ، ويرى سقراط بأن الحب الذي ينتهي ليس حبا ، و يعطي للحب رفعته ومكانته المقدسة ، فيقول إنه شوق النفس إلى الجمال الإلهي الذي لا ينضب ولا ينتهي ، وخرج أرسطو بنظرية تفيد أن الحب : هو علاقة تعبر عن جسدين بروح واحدة كما عبر عن الحب بأنه أسطورة من الأساطير التي تعجز البشرية عن إدراك ماهيتها ، ولا يعبر عنها إلا من صدقها في معناها ، ومن وجهة نظره الحب قوة لا يمكن إدراكها أو شرحها ، وهي ما تُدخل الانسان في عالم آخر ، وتغير شخصيته لتظهرها على حقيقتها .
- ذ – محمد الطاووسي :
الحب إحساس جميل
و رائع يرتبط بالعاطفة التي مكمنها القلب المفتوح فهو أقوى مخلوق هادئ و أعظم هاد إلى سلسبيل الوجود ، وهو مفتاح الأفئدة و هو السر المكنون لتنقاد به القلوب طائعة وفية صادقة العزيمة ، لترتشف المحبة حنانا و وجدا و عشقا زاهيا مثمرا ، و الحب هو ذلك الحبل المتين الذي ترتبط به قلوبنا مع بعضها هياما
و وجدا تسبقه المشاعر الفياضة ، و تتسرب منه المشاعر من وجدان قد تعمق في التيام و تأصل كأصالة الفؤاد النقي الزاهي حبا و محبة و وجدا
و عشقا و هياما لم تفصح عنه الأكنان ، هكذا هو الحب الذي يزرع الجمال في القلوب و يسلب الألباب أرواح الوجود .
- ذ – إبراهيم الموسوي : الحب في نظري ، جذوة متوهجة تومض ثنايا الروح ، وهو أيضا ذفقة من الأحاسيس المكنونة في وجدان كل منا ،
وقد يتقاطع مع العقل حينا وينبو عنه أحيانا ، وقد يتعارض مع الفلسفية في جميع اتجاهاتها ، لأن الحب والمنطق شيئان متوازيين لن يلتقيا أبدا ، إذ الواقعية الفلسفية ، تتعارض والاستيهامات التخيلية التي تفضي إلى الحب ، المفكرون الغربيون لكل منهم تعريفه الخاص للحب ، وقد خاضوا فيه كل حسب توجهه الفكري والفلسفي ، إذ الحب لا يمكن أن يستقر على تعريف متفق عليه .
- ذ – حميد بركي :
الحب ، الهوى ، العشق الرغبة ، كلها حين تريد فهمها تموت فيك الحياة ، لهذا وجب التفاعل دون معرفة ما هذا من ذاك .
- ذ – مليكة السبيعي :
الحب كالماء لا لون ولا شكل ، ولكن له طعم وكل يراه بمذاق مختلف من الطفل إلى الكهل ، هو كالشجرة إن بذلت لها العناية والاهتمام أثمرت وأعطت ، وإن وجدت في صحراء قاحلة جافة ذبلت وماتت .. الحب كالبحر عامر بالأسرار كلما سبحت فيه بعيدا ، أو غصت فيه عميقا عانيت ومرت بك أهوال جسام فقد تعود لشاطئ الأمان وقد لا تعود .
- د – زوهرة العناق :
الحب لا يعرف طريق من يسيئ الظن بالٱخر ،
الحب لا يعرف عنوان الخبيث الذي ينشر الكراهية بين الناس
الحب لا يسكن قلبا صما قاسيا كالصخرة يسرق السعادة من قلوب الناس الطيبة الحب بريئ من ناشري الحقد عوض المحبة .
- ذ – فهد القباطي :
صحيح أستاذة زهزة فكما يقول هوغو : إذا كنت حجرا فكن صوانا ، وإذا كنت نباتا فكن حساسا ، وإذا كنت بشرا فكن حبا .
س – تطرقنا لمفهوم الحب عند الفلاسفة فما مفهومه في اللغة والاصطلاح ؟ وكيف تعددت مفرداته ومعانيه ومراتبه في لغة وأدب العرب
و المسلمين ؟
- د – إدريس قزدار :
مفهوم الحب في اللغة والاصطلاح نجده مرتبط بالود والمودة والوداد وفي اللسان العربي تبلغ لفظة الحب أكثر من أحد عشر لفظا أو ما يزيد .. الحب ، المودة ، العشق وهو الافراط في الحب ، الهيام وهو درجة الحب التي قد تقود إلى الجنون ، والصبابة وهي رقة الهوى أن ينصب قلب المحب إلى المحبوب ، والشوق وهو الميل نحو شخص ما ، والهوى هو الحب الذي يسيطر ويهيمن على القلب ، والشهوة يقصد بها حب الشيء والرغبة فيه والوجد هو شدة الحب ، والغرام هو الولوع بالشيء ، والتيم هو ذهاب العقل من الهوى ويقال تيمه الحب إذ استولى عليه .
- ذ – إبراهيم الموساوي :
من الأوصاف الجميلة للحب عند ” جلال الدين الرومي ” أوصاف عديدة أجملها في المحبة الصادقة التي تحرك في ذاك الجانب الإنساني الذي تبرزه الطبائع المختلفة لدى كل منا ، إذ يقول : ” الحب لا يكتب على الورق لأن الورق قد يمحوه الزمان ، ولا ينقش على الحجر لأن الحجر قد ينكسر ، الحب يوسم في القلب وهكذا يبقى إلى الأبد ” ، ويقول أيضا : إذا رغبت في القلوب فازرع بذور الحب ، وإذا رغبت في الجنة ، فلا تنثر الأشواك في الطريق . ” وله في الحب أقوال رفيعة نابعة من مذهبه الذي بناه على الحب نفسه ، أما رابعة العدوية سيدة الحب الإلهي ، فمذهبها فيه عميق جدا ، وغالب أشعارها في هذا الحب الروحي المجرد من المحسوسات والغائب كليا عن الجسد ، تقول في قصائدها وهي تناجي الذات الإلاهية :
أحبك حبين حب الهوى
وحب لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى
فشغلي بذكرك عمن سواك ..
إلى آخر قصيدتها المئلية بمثل هذه النمط الصوفي التي كانت رائدة فيه ،
وعند ” ابن حزم الأندلسي ” يأخذ الحب مجرى حسيا قد يكون إيروسيا وقد يكون روحيا .
- د – إدريس قزدار :
إذا استحضرنا الحب عند العرب قبل الاسلام نجده في كل المعلقات العشر يندرج فيما هو حب عذري أو حب فاحش ولكن عندما جاء الاسلام ألف بين القلوب ورقق طباع العرب وعلا بهم درجات في تنظيم العلاقات الروحية و الجنسية . هناك رؤية جميلة لأبو بكر الوراق عندما سأل المأمون عبدالله ابن الطاهر عن الحب ما هو ؟ فقال : يا أمير المؤمنين إذا تقادحت الجواهر النفوس المتقاطعة بوصل المشاكلة انبعثت منهما لمحة نور تستضيء بها بواطن الأعضاء فتتحرك بإشراقها طبائع الحياة فيصور من ذلك خلق حاضر للنفس متصل بخواطرها يسمى الحب وسئل حماد الراوية عن الحب فقال : الحب شجرة أصلها الفكر وعروقها الذكر وأغصانها السهر وأوراقها الأسقام وثمرتها المنية أي الموت .
- ذ – فهد القباطي :
س – هناك اختلاف
و تنوع وتعدد للآراء الفلسفية في مفهوم الحب عند العلماء و الفلاسفة ورجال الدين والأدب فمنهم من يقول : الحب مزيج من العواطف المختلفة والبعض يقول الحب روحي ينشأ من طاقة خفية وهو عاطفة مستقلة ومنهم من يقول : بأنه غريزة والجميع يتفق على أن الحب مشاعر تجعل الانسان يميل ويتجاذب مع الآخر .
س – كيف يتولد الحب و ما هي أسرار هذا التجاذب من وجهة نظركم ؟
- ذ – مليكة السبيعي : يتولد الحب من خلال الانجذاب لشيء ما أيا كانت طبيعته فالحب يستدعي دائما شيئا تحبه ، إنسانا كان أو مادة أو فن أو أيا كان ، فالحب يكون وليد اللحظة ، و يذهب أيضا في لحظة ،
وكل الأشياء التي نحبها لا يستقيم فيها الحب على حال ، فقد يتحول بفعل الشيء المحبوب إلى كراهية وفق لظروف الزمان والمكان و تغير الأهواء ، وتبدل الأحوال ، وتتحكم فيه المواقف ، الحب تتدخل فيه الظروف النفسية و الاجتماعية والمادية ، فيصبح متذبذبا وفقا لذلك . الحب مشاعر تنمو و تتغير ، وتتطور ، و تتجدد ، ولكن من وجهة نظري كما قلت تتحكم فيه الظروف على اختلافها .
- د – إدريس قزدار :
يقول الغزالي في رؤيته للحب ، إن الحب لا يقوم إلا إذا اعتمد على :
أولا : المعرفة معنى ذلك أن الانسان لا يمكنه أن يحب إلا من يعرفه . ثانيا الادراك : وهو أن يدرك المحب أن هناك ميل إلى شخص ما ثالثا الطباع : إما أن تكون متماثلة أي شبه تماثل يحدث فيها وفاق ، ومحبه ، و انسجام ، وكل إنسان له طباعه التي لا تتغير إما فطرية وإما مكتسبة رابعا المعاشرة : وأكاد أشبهها عند الغزالي بمثابة النار التي تصهر معدن الحب هل حب حقيقي أم حب نزوة ، خامسا الأخلاق : التي نربطها نحن بالدين ورد في حديث شريف عندما سئل الرسول الكريم عن خير النساء اللواتي نختارهن قال : “إضفر بذات الدين تربت يداك . “سادسا الحواس : لا بد أن تكون متقاربة فمثلا حاسة العين وهي البصر العين تعشق ما هو جميل وتنفر مما هو قبيح ، الشم الانسان يحب الروائح الزكية ويكره النتنة ، السمع الأذن تطرب للكمة الطيبة وتنفر من الكلمة الخبيثة سابعا الفراسة : وهي ما يسميها علماء النفس بالحاسة السادسة التي تتأرجح بين الشعور واللاشعور وقد بينها الرسول الكريم بقوله “قلب المؤمن دليلة ” أي قد يرتاح الإنسان لشخص ما من أول لحظة .
- د – زوهرة العناق :
يقول الله سبحانه و تعالى : “وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” . تفسر هذه الآية ميل النفس للكمال أو الانتقال من العدم النسبي إلى الوجود من خلال إكمال نقص الذات بغنى الطرف الآخر، يقول أفلاطون “يجعلنا الحب مكتملين” هذا الشعور بالنقص هو سبب التجاذب بين المتحابين ، فكل إنسان باختلاف الثقافات والمكانات الاجتماعية لديه رغبة بأن يعيش الحب ، فالحب حقيقة يعيشها كل فرد في هذا الوجود ، وقد ينبض القلب حباً لكيان آخر لانتفاء العزلة والوحدة ، كما أكد سارتر “ما الحب إلا هروباً من وحدتنا ” فعند إيجاد أنسنا في اندماج الروح مع الروح نشعر وكأن كل العالم يطاوعنا وكأن الجمال حاضر بقوة في كل شيء ، ثم أننا بدفء تلك المشاعر وبهجتها نشكل حاجزاً يفصل بين قساوة الحياة وشراستها ورياض الحب والجمال ، ولهذا فإن الروح في حضرة انعكاس هذا الجمال الذي يتجسد أحيانا على الأرض ، تشبه آنذاك الجواد المجنح فتستثار وترغب في الطيران حينها يُنتزَع العاشق من شقاء ماضيه ، وقد كتب الشاعر الإنجليزي جون كيتس :
“إن الجمال لمتعة أبدية”.
- ذ – سعاد الهناني : الحب احتياج وطبيعة وفطرة وعاطفة من أهم المشاعر الانسانية يتولد عندما نشعر أن هناك شخص ننجذب إليه تعجبنا صفاته وأخلاقه ونجد فيه ما يشبهنا في بعض من صفاته …الحب الانساني حب الرجل للمرأة هو علاقة روحية ليست مجرد علاقة ثنائية بين رجل وامرأة وإنما علاقة يرعاها الله فى الأساس ولا تتم فى شكلها الصحيح إلا بكلمته ، هذا المعنى شديد الأهمية لكى تتم بقية خطوات الحياة الزوجية بشكل صحيح , ولكي يصبح الحب بين الزوجين والقرب بينهما من الأشياء ذات القيمة العليا فى الحياة .
- ذ – محمد الطاووسي :
الحب هو سلطان النفس و ملك الهوى ،وأنا سلطان نفسي بهوى من أحب ،فالحب يقودني إلى من أحب كما ينقاد العير بزمامه ، لأنه حقا سلطان تملك قلبي فبادر قلبي بروح الوصال بعد غربة
وتيه و شرود ليرتاح من عناء العذاب ، و الحب هو ذلك الصوت الداخلي الذي يرشدني إلى لذة الوجد وحقيقة الوجود في المكنون الروحي ، فهو ليس كلمات هو تفاعل وجداني بين طرفين اثنين يتبادلان المشاعر المقدسة طواعية دون تكلف أو تصنع ، و إن تلك القلوب كلما اقتربت زاد نفعها ، فتعاظمت و تعانقت فنسيت الوحشة بالأنس الحاني و الحب و الود هياما و تيما ، فالقلوب إذا تصارحت تصالحت ، و إذا تصالحت تعانقت ، و إذا تعانقت تلازمت ، وإذا تلازمت ازدادت عطاء مثمرا بالحب و الوفاء .
- ذ – سعاد ثقيف :
للحب طاقة فيزيائية تسمو لطاقة روحانية تؤثر بذدباتها على محيطها فتتجلى الإيجابية و الجمال .
- د – إدريس قزدار :
نعم الحب كيمياء تعجبني كثيرا مقولة الفيلسوف أرسطو حيث قال : إن النفوس البشرية مقسومة وكل إنسان يملك نصف نصف ويبحث عن النصف الأخرى وشبه نصف نصف بالدائرة فإذا ما تم تقارب نسبي أعطانا علة الحب أو المحبة والود وإذا ما تنافر أعطانا الكراهية والنفور والبغض وهذا ما أشار إليه عميد مدرسة الحب القرآنية محمد صلى الله عليه وسلم حينما شبه النفوس بالأرواح المجندة فما توافق منها إإتلف أي أعطانا الحب والألفة وما تنافر منها اختلف أي يعطينا دلالة أخرى وهي الكراهية .
- ذ – فهد القباطي :
جميل أستاذنا الفاضل هناك من الفلاسفة من يقول : بأن الحب وفق هندسي ويقول سقراط : الحب أفضل رياضيات النفس . يقودنا هذا التعدد والتنوع في أسرار و معاني الحب إلى أن هناك اختلاف في تجارب الحب ..
س – ما هي أنواع الحب ومراتبة ؟
- د – إدريس قزدار :
من المنظور الفلسفي للإسلام ينقسم الحب إلى : محبة الله ورسوله ، ومحبة الأسرة ، وأيضا الناس ، أنواع الحب تتأرجح ما بين المتعة ، واللذة الشهوانية وهو حب زائل لا إيجابية له ، والحب إما أن يؤدي إلى تحقيق المتعة الروحية أو المتعة الجسدية ، ونقصد بالحب الروحي تلك العلاقة المليئة بالحب والوداد بين الإنسان وربه قال تعالى : ” فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه .” فالحب إما أن يؤدي إلى الجنة ، وإما إلى الجحيم ، فما هي المتعة الروحية ؟ وما هي المتعة الجسدية ؟ عندما نقف أمام المتعة الروحية أو الحب العفيف أو العلاقة الانسانية النبيلة نجد في القرآن الكريم آيات كثيرة قد تعددت حول لذة الحب وما هو الحب الحقيقي قال تعالى : ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ” أي أن من يحب الله لا تخشى من حبه فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم ، وقلب المحب دائما يتسم بالتسامح ، والرحمة ، ولين العاطفة ، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يكن فضا غليض الطبع حتى مع من ألحقوا به الأذى ، وقد وردت لفظة الحب في الذكر الحكيم أكثر من ثمانين مرة في صيغ ودلالات متنوعة ومتعددة
منها قوله تعالى :
“إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ” .
- ذ – فهد القباطي :
نعم أستاذنا الفاضل د إدريس ينطلق أيضا الحب الإلاهي ومفهومه من منظور الفكر الاسلامي من توكيد القرآن الكريم في مواطن كيرة فالحب في القرآن الكريم ليس فقط من أفعال الله سبحانه
و تعالى ، وإنما أيضا في صفاته فمن صفاته سبحانه : الودود ، اللطيف ، الرؤوف ، الكريم ، الحليم ، الرحيم ، الحب لا ينفصل عن الرحمة قال تعالى : ” كتب على نفسه الرحمة. ” فلو نظرنا حب الله للانسان نجده فيما أنعم عليه من النعم التي لا تعد ولا تحصى قال تعالى : ” وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم ” ويذكر الله سبحانه وتعالى أصناف من يحبهم وهم : المتوكلين ، المتطهرين ، التوابين ، المقسطين ، الصابرين ، المتقين ، المحسنين . كما أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الكافرين ، المسرفين ، الظالمين ، المعتدين ، المتكبرين ، المختالين فالحب الإلاهي هو الأرقى منزلة والأعلى قيمة .
- ذ – مليكة السبيعي :
في قصة يوسف عليه السلام ، نجد الحب سبب معاناته ، فحب والده له كان سبب غيرة إخوته ليرموه في الجب ، وحب امرأة العزيز له كان سبب الزج به في السجن ، وحب يوسف لله وثقته به ، كان له الفضل في أن جعله عزيز مصر ، ويبقى حب الله وحب الرسول صلى الله عليه وسلم أصدق حب لا يزول ، إن أحببت الله أكثر من حبك لوالديك و مالك وتجارتك وشهوات الدنيا جميعا ، جزاك الله خير الجزاء وأدخلك جنته، وحبك للرسول صلى الله عليه وسلم يجعلك ممن يشفع لهم ، وبهذا فالحب الذي لا يتغير مهما كانت المواقف والظروف والأسباب هو حب الله وحب الرسول صلى الله عليه وسلم .
- د – إدريس قزدار :
نعم أستاذة مليكة هناك
في القصص القرآنية حكم وعبر في الحب مثل قصة يوسف عليه السلام أو سوزيف وهبه الله سبحانه وتعالى جمالا خارقا ما أدى بامرأة العزيز إلى التحرش به فحال الله بينه وبينها ، وقد فضل يوسف عليه السلام أن يدخل السجن على أن يبقى مكرما معززا خشية من كيد امرأة العزيز ، وهذا نموذج ودرس لكل إنسان بأن لا يقرب الزنا قال تعالى : ” ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا . ” وتعجبني مقولة رائعة لابن حزم يقول فيها : ” إعلم أعزك الله أن الحب داء عياء وفيه الدواء منه على قدر المعاناة وسقام مستلذ وعلة مشتهاة لا يمد سليمها المرء ولا يتمنى عليها الإطاق يزين للمرء ما كان يأنف منه أي ما كان يكره ويسهل عليه ما كان يصعب عنده حيث يحيل الطباع المركبة والجبلة المخلوقة ولله في خلقة شئوون ، و نستحضر أيضا حب زوج أيوب عليه الصلاة والسلام كيف كانت هذه البعلة الطاهرة العفيفة سندا لزوجها وهو في أقصى حالات مرضه لم تتخل عنه . الحب هنا فيه ود وإطار تضحية ووفاء وليس الحب كما نعيشه اليوم عند أشباه الرجال والنساء ممن يدعون للحرية الجنسية الغير مقيدة بأي قيد و كأننا في عالم الغاب وفي ذلك قال أحد الشعراء : في الليل عندك سرها وحديثها وغدا لغيرك ساقها والمعصم .
- ذ – حميد بركي :
لما ورد في الحديث : «مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ فَكَتَمَ فَمَاتَ مَاتَ شَهِيدًا». قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية : إن الحب والكرة منحة إلهية .
- د – إدريس قزدار :
هذا الحديث النبوي أستاذ حميد يرى بعض الفقهاء ربما أنه حديثا ضعيفا ولكن قد يبدو مستحسن إذا عرضناه على المنطق من المنظور الاسلامي المعتدل من أحب فكتم حبه مات شهيدا . بطبيعة الحال الحب فيه حياء فيه خجل وهدفه السكينة والاستقرار وليس نزوة من النزوات العابرة .
- ذ – سعاد الهناني : الحب أنواع ومراتب من أعظم أنواع الحب هو الحب الإلاهي والحب في الله ، بمعنى أن يحب الإنسان غيره لا لمنفعة ، ولا لشهوة ، ولا لقرابة ، و لا لخدمة أداها له ولكن يحبه في الله ، ولذلك جاء في الحديث “رجلان تحابا في الله عز وجل اجتمعا عليه وتفرقا عليه .” إجتمعا على الحب في الله وتفرقا على الحب في الله ، وهؤلاء يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
ذ – إبراهيم الموساوي : الحب له أصناف و أوصاف كثيرة ، ك حب الذات ، والحب الإيروسي ، والحب الإلاهي ، والحب الأسري ، وحب الدنيا ، وحب بعض الموجودات ، وحب السماع والرقص ، وما إلى ذلك من المجالات التي ترتع فيها النفس البشرية الملزمة بالسير دون إرادة على درب هذا الحب المتعدد الأوصاف .
- د – زوهرة العناق :
هناك حب يتعلق بحب الإنسان لنفسه ، وحبه لأسرته ، و تتسع دائرة الحب لتشمل أفراد المجتمع ، ثم تتسع لتشمل المجتمع الانساني بصفة عامة ، وقد ترتقي من حب الإنسان إلى حب الكون الذي يعيش فيه ثم هناك حب الوطن ، و حب الله عز وجل وهو أعلى أنواع الحب .. الإنسان يحب الله عز وجل لأنه مصدر كل حسن وجمال قال تعالى : “الذي أحسن كل شيء خلقه .” المؤمن يرى جمال الله في كل ما خلق ، فيحب الجمال ويحب الكمال ويحب الإحسان لأنه مغمور بإحسان الله من قرنه إلى قدمه وكذلك حب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فحينما جاءه رجل وقال : يا رسول الله متى الساعة ؟ فقال : “وماذا أعددت لها ؟ قال : والله ما أعددت لها كثير صلاة وصيام غير أني أحب الله ورسوله ، فقال : “أبشر؛ أنت مع من أحببت” قال أنس : فما فرح الصحابة بشيء فرحهم بهذا الحديث لأنهم يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- ذ – حميد بركي :
الحب لله فيه لا لغيره ولا في سواه ، وتبقى المودة باسم الحب بيننا .
- ذ – محمد الطاووسي :
إليكِ يا مكّتي و الشّوقُ يُلْهِبُني بين الجَوانِحِ جيّاشاً مِن النَظَمِ ، أهدي السّلامَ لأرضٍ طابَ مَسكَنُها ، بالأمْنِ بالحُبِّ بالخيرات بالنعمِ ، إن القلوب العظيمة بالهوى هي التي تنعم بالحب الصادق و المنن ، فما الود الحاني والروح الرؤوم به والنفس التواقة إلا لتنعم بالسعد والهناء بين شامخات الهمم ، و مع بعضها تحيى لتنسى متاعب الحياة بعد النكد .
إسمي في عالم الأرواح السلطان ، و في عالم الجان محمود ، و في عالم العشق اسمي العاشق الولهان ، و في عالم الوفاء الفقير إلى ربه ، و في عوالم الجلال والجمال هوازن يجتمع قلبي مع القلوب على بعضها فتزفر قلبا صادقا و قالبا لائقا .
- ذ – فهد القباطي :
س- يقول هربرت : الحب كالسعال لا يمكن إخفاؤه يا ترى ما هي علاماته ؟
- ذ – حميد بركي :
الحب رفرفة في القلب شغب في الذات ولو تجسد لكان قبسا من نور .
- ذ – مليكة السبيعي :
الحب بحسب ما يراه البعض علة يشتت الذهن ، ويجعل العواطف تختلط ، وقد يؤدي للهذيان ، والأرق ، والهزال والحزن ، ويظل صاحبه مهووسا بما أحب ، ومن أحب ، ويردد اسم المحبوب ، ولا يرى غيره ، ومن نماذج هذه العلة عاطفيا قصة حب قيس بن الملوح .
- ذ – فهد القباطي :
هذه الرؤية أستاذة مليكة تتفق مع مفهوم عباس محمود العقاد حين قال : الحب مزيج من جنون وسحر .
- د – إدريس قزدار :
أشار ابن حزم إلى الحب قائلا : الحب أوله هزل وآخرة جد دقت معانيه عن أن توصف فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة وليس بمنكر في الديانة ولا بمحضور في الشريعة إذ القلوب بيد الله عز وجل ثم قال إن المحب تطرأ عليه تغيرات كثيرة فإن كان خجولا يتحول إلى جريء ، وإن كان بخيلا يتحول إلى كريم ، وإن كان غير أنيق يتحول إلى أكثر أناقة.. الحب بطبيعة الحال بمثابة كيمياء وفيزياء تظهر علاماته وأعراضه على من أحب .
- ذ – محمد الطاووسي :
أنا سلطان الهوى ، و اسمي الحقيقي هو ذاك المكون الرئيسي لحبي و المكنون الروحي لعشقي ، أنظر إلى مهجة القلب المعشوق فأراه من بصيرة الروح جنانا و من ثنايا نور عيني سلطان ، و ترى مهجة روحي ، و بصيرة نفسي ، و أسراب مشاعري ، لتعانق وجدان الروح ببصيرة الروح ، و هندمة النفس المتألقة المنتظرة فرحا بقرب اللقاء الصادق من قلبي الرؤم حنانا لا يعدل عنه عدول ، و لا يرومه عتاب ، لأن الحب قد صار يمتلك النفس و سلطتها فاستسلمت كل نفسي له كما يستلسم الطفل إلى مهده بعد انتظار طويل .
- د – إدريس قزدار :
الحب كما قال معاذ ابن سهل : أصعب ما ركب وأسكر ما شرب وأقطع ما لقي وأحلى ما أشتهي وأوجع ما بطن وأشهى ما علن وكما قال الشاعر : وللحب آفات إذا هي صرحت تبدت علامات لها غرر صفر فباطنه سقم وظاهره جو وأوله ذكر وآخره فكر ، وقال آخر : أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجد علي جنون لطيف من الأحشاء أما نهاره فدمع وأما ليله فأنين .
- ذ – سعاد الهناني :
لأن الحب كله ذكاء وبما أنه حالة يصنعها العقل فصناعته دائما حلوة ومغرية تسعد بها الحواس وباقي أعضاء الجسد ، فتعانق الأيدي بحب ، وتمشي الأقدام بحب ، وتأكل المعدة بحب ، وتهضم الأمعاء بحب ، وتمتص بحب. ، ويعيش الكبد وينام على حب ، وينبض القلب ويدق على أبواب الحب ، وهكذا يحيا الجسد على حب ، وعلى حساب نبضات ودقات القلب الذي لا يشتكي أبدا حتى ولو أصبح غير قادر على تحمل أعراض الحب ، فيمرض هو ويبقى المخ بعقله معافى هناك في قصره المنيف القلب لا سببا ولا مسببا للحب بل هو عرضاً للحب فهل يعقل أن ننسى السبب والمسبب ونجري وراء العرض ؟ فلنترك القلب في حاله ومهامه الكبرى من دفع الدم ودورانه لأعلى وأسفل الجسد حتى لا ينفجر ويدفعه خارج الجسد انشغلوا بالعقل وما حوله من حواس ، الفؤاد في العقل ، إبحثوا عنه ليرتاح القلب ، وإذا ارتاح القلب استمتع الفؤاد بالحب وأبدع فيه .
- د – زوهرة العناق :
الحب هو ذاك الشعور الذي يخترق الانسان , فيصيبه بمقتل فيصبح كالمدمن الذي لا يستغني عن أعراضه وتأثيراته
يتحمل ألم البعد ويتخيل قرب الحبيب وينظر إلى الأطلال ويبكي ليلا ونهارا ولا ينام ، وحيناً يشعر أن ما يفعله ما هو إلا تخيل وشعاع من نور سرعان ما يختفي , والجميع في هذا العالم حين يود أن يعبر عن حبه , يقترن بشعاراً واحداً لهذا الحب وهو القلب , وشكل القلب , فمن يحب يرسم قلباً كاملاً , ومن تعثر في هذا الحب يرسم قلباً شطر إلى نصفين , ومن يعاني مشاكل عاطفية يرسم قلباً بلون أصفر ,
وأضعف أنواع الحب هو حب القلب , لأن القلب متقلب , تارة يعشق وتارة أخرى يكره , وكلا الشعوريين شعور صادق , فحين نشعر بحب تجاه شخص آخر في لحظة ما , فهذا شعور صادق , ولكن قد نشعر في اليوم التالي بالكره تجاه نفس الشخص , وهذا أيضاً شعور صادق , إذا طالما القلب يستطيع أن يعشق ويستطيع أن يكره في نفس الوقت ونفس الشخص , فهذا يعني أن القلب هذا جزء متقلب , يتأثر بالمعطيات المحيطية التي تؤثر فيه سلباً أو إيجاباً .
- ذ – سعاد الهناني :
أهم الأمور التي يبحث عنها الإنسان في حياته الحب وهو ما يميزه عن باقي الكائنات الحية الأخرى ، فالحب يعتبر الشيء الوحيد الذى يميز الإنسان عن الحيوان الذى يعيش في العالم من أجل تناول الطعام والشراب والتزاوج فالاهتمام هو الحب الحقيقي و الاحساس الطبيعي القريب للقلوب العاشقة .
- ذ – سعد فخر الدين :
الإنسان يتميز بالحب
أما الحيوان يتميز بالحب والوفاء أعزكم الله .
- ذ – فهد القباطي :
أعز الله مقامك أستاذ سعد صحيح أن سلطان الحب يمتد لكل المخلوقات ، ومنها الحيوان ، ولكن الإنسان ميزه الله بالعقل والفكر والحرية والإرادة في كل شيء حتى في الحب .
- ذ – سعد فخر الدين :
الحب الحقيقي لايعترف إلا بنبضات القلب لكن للأسف الطرف الآخر يكون في غير موضعه
ربما تم فقده لمشاكل وتغيرات لم تكن في الحسبان .
- د – زوهرة العناق :
لكن علينا ألا نبالغ في الحب و الاهتمام و الاشتياق فخلف كل مبالغه صفعة خذلان .
- ذ – فهد القباطي :
معنى كلامك أستاذة زهرة أنه لا بد من أن يكون هناك توازن في العلاقة لا إفراط ولا تقتير ومع ذلك العطاء يقابله الأخذ .. الفيلسوف اليوناني امبيروكليس يقول : إن أشد العواطف المتسلطة على الانسان الحب والبغض ..
س – هل الحب إجبار أم اختيار ؟ وهل هناك انفصال في تجربة الحب بين العقل والعاطفة ؟
- د – إدريس قزدار :
سؤال جدا مهم طرحته أستاذ فهد ومفاده في نظري كالآتي : إن الحب يكون بالاختيار فإذا لم يرتاح الإنسان إلى قلب إنسان ما أو رجل لامرأة والعكس وكانت بينهما محبة ومودة وتقارب في الأفكار نسبيا و الحب الذي يكون قائما على الاكراه والاجبار غالبا ما ينتهي بجريمة نفسية لذلك نجد من منظور شريعتنا الاسلامية أن يتم اختيار من هم أهل للتقوى والأخلاق فالقبح سلوكا وممارسة وأرى أن الحب كمولود ولد حديثا ومن الصعب أن نتخيل طفلا يكون مسؤلا عن نفسه فهذا الطفل يحتاج لرعاية وسهر ومتابعة وخدمة وتربية وسكن ودفء وهكذا يكون الحب ومن الظلم للحب أن نكلفه بالمستحيل بما هو فوق طاقته لكن بعض الناس يفهمون أن الحب هو نزوة ، أو فراش ، أو إسكات للغريزية الجنسية وهي ضرورية لكن على أساس أن تكون بالاختيار لا بالاجبار في العلاقات النقية .
- د – زوهرة العناق :
الحب علاقة فطرية جميلة ، وكل أمور حياتنا تبدأ بالقدر ، والحب من أمور الحياة ، والحب في تصور القرآن هو شعور روحين أنهما من الله وإليه فهو التقاء على تقوى الله والعفاف وصون النفس البشرية عن التخبط في الشهوات الأرض دار بلاء ، واختبار ، الحب في القرآن هو لبنتين التقتا على سموٍ رفيع أرفع مما تلتقي عليه سائر مخلوقات الله من كلأ ومرعى فالحب في التصور الإسلامي هو : التقاء روحين مدركتان أنهما من الله وإليه لصياغة أرواح جديدة بنفس الادراك .
- ذ – مليكة السبيعي : الحب اختيار وليس إجبار ، الحب للإنسان يكون عن طريق العاطفة، والحب للمادة عن طريق العقل ، وهذا يجعلنا نرى أن هناك حالات أصحابها لا يعرفون للحب معنى ، كأطفال التوحد ، وفاقدي الذاكرة ، ومن لهم إعاقات تعوق ملكة الاحساس لديهم .
- ذ – ابراهيم الموساوي :
عندما نستقري طبيعة الحب عند الفلاسفة قد نجده غير ذي أهمية ، بالنسبة لاستعمالهم العقل الذي يناقض كلية ما يميل إليه القلب ، فالعاطفة عندهم قد تكون عمياء ولا يمكن أن تسير على هدى إلى المثل العليا والأخلاق السامية ، أما عند المتصوفة ، فإنه مدار الموجودات وبه تتفاعل الأكوان ، وهذا ” إبن القيم الجوزية ” في مقدمة كتابه ” روضة المحبين ونزهة المشتاقين “يقول : ” الحب هو : الشعور الذي تتبعه الإرادة والميل ، وقد يراد به السبب الذي لأجله وجدت المحبة وتعلقت به” ، وفي موضوع آخر من نفس الكتاب ، ” إن العوالم تتفاعل بالمحبة ، وبها تدور الأفلاك وتسطع النجوم الخ ” .
- ذ – فهد القباطي :
ولكن الإرادة هنا أستاذ ابراهيم عند ابن القيم إعمال للعقل في عاطفة الحب .
- ذ – سعاد الهناني :
الحب حالة خيالية يصنعها العقل عندما يشعر بعوز التفكير العقلاني فتصدقها باقي أعضاء الجسد وينشغلون بها عنه لحب العقل للخيال ، إذا هبطت معدلات التفكير فيه ، وقد يصنع العقل حالة الحب ليهدأ من شدة وطأة معدلات التفكير فيه ويلهي الحواس في شيئ نافع ويتحكم به ، وقد يصنع العقل حالة الحب انتقاما من باقي أعضاء الجسد عندما تنشغل بنفسها عنه فتطلب المزيد فيجعلها تستجيب لخيال هو صانعه لتعيش في حالة من الواقع الذي يريده .
- د – إدريس قزدار :
أحيانا يكون المحب مجبرا أو المحبوبة مجبرة خصوصا إذا كانت هناك سلاسل العادات والتقاليد القبيحة التي لا نزال نتشبث بها ، أحيانا الأم أو الأب هو الذي يختار لابنه أو لابنته الزوج أو الزوجة ولا يمكن أن يكون الزواج ناجحا إلا إذا كان عن طريق التواصل والحوار والفهم والاختبار ومن هنا يجب أن يوظف العقل والنقل بمعنى العقل والقلب خصوصا في مرحلة الخطوبة فهي اختبار ثنائي لكلا الشريكين وحتى الحب أيضا هو المحبة بين الناس ، فلا يمكن أن تجعل الموظف أو زميلك يحبك وأنت لا تحبه الحب فعل وسلوك وممارسة إخلاص وفاء سؤال ومد يد العون بوقت الشدة تضحية ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: ” والذين آمنوا أشد حبا لله . ” والمسلم أو المسلمة دوما يرغبان في التطلع نحو السمو والصلاح والخير وإتقان العمل والوفاء وفي ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” اللهم إني أسألك حبك والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب إللي من نفسي ومن أهلي والماء البارد ” هذا هو الحب الحقيقي الذي تحول الآن إلى تجارة ومصالح سواء في العلاقات الانسانية أو الدولية أو الأسرية .
- د – زوهرة العناق :
هناك حب قد لا يتأثر كثيراً بالعواطف وتقلبات الطقس , وهو حب العقل , أي بمعنى أن يكون هذا الحب نابع من تفكير عميق وبعيداً عن مؤثرات الغزل وغيرها من العوامل التي تضر بحقيقة مشاعرنا , وهذا الحب العقلي هو الحب الذي قد يدوم أكثر من حب القلب لأنه لا يعتمد اعتماداً مباشراً على المؤثرات المحيطة بنا , وإنما يعتمد على تحليل تلك المؤثرات وتصنيفها , ولا يأخذها بدون بحث وتدقيق , فيصبح هذا الحب حباً مغربلاً , نتج عن تفكير وعن قناعة وهنالك حباً أكثر روعة , وهو حب الروح , وهذا الحب بالتحديد لا يكترث إلى المظاهر , والمغريات الدنيوية , وإنما يتوجه دائماً الى روح الانسان مباشرة , وهذا الحب هو الحب الذي يخلو من أية مصلحة مادية .
- ذ – سعاد الهناني :
هناك أشخاص وأنا منهم يميلون إلى أن الحب هو انجذاب وإحساس فعندما تجد الشخص المناسب تشعر من داخلك بأنك تريد أن تكمل حياتك مع هذا الشخص وبأنك تحبه وأيضاً من وجهة نظري بأن الانجذاب لن يأتي بدون إحساس فالاحساس هو الأصل في بدايه أي حب .
- ذ – مليكة السبيعي :
ممكن أن يكون الانجذاب هو الأصل والأسبق من الاحساس.. لسمة جذبتك فيه اهتمامه ، أو أن يشعرك بالأمان ، أو موقف ما حصل منه وجذبك إليه ، قبل الاحساس به .
- د – إدريس قزدار :
صحيح أستاذة مليكة عمر السبيعي رأيك رائع وحكيم وهو أسبق من الاحساس قد يكون نتيجة همسة أو كلمة أو فعل أو شعور والانسان الذي لا نجد فيه شعورا ولا إحساسا لا يمكن أن نميل إليه فالحب يقوم على الحاسة السادسة أيضا ويقوم على التوافق .
- ذ – فهد القباطي :
جميل جدا أستاذة مليكة لا بد من وجود شيء ما يجذبنا في المحبوب دون غيره على الأقل تشاكل أو تشابه أو انجذاب لبعض الصفات و معنى ذلك أن نتمعن في النظر للمحبوب فكما يقول ابن حزم : أسرع الأشياء نموا أسرعها فناء ، وأبطؤها حدوثا أبطؤها نفوذ..
س – ما هي وجهة نظركم في الحب من أول نظرة ؟
- ذ – مليكة السبيعي :
الحب إما أن تغذيه مواقف ، فينمو ويتطور ويستمر ويؤدي إلى نتيجة ،وإما أن ينصرف المحب ، و يتحول الحب إلى تخلي وهروب من أول موقف ، فالمواقف الحقيقية الصادقة تزيد الانجذاب للمحبوب ، وهنا يتطور الاحساس بالحب وينمو ، وفقا لهذه المواقف ، ووفقا لشخصية الطرف الآخر ، بمعنى أن المواقف هي التي تجعل الحب ينجح .
- د – إدريس قزدار :
ممكن لنا أن نقول : هل الحب ينشأ من أول نظرة ؟ هل الحب أيضا يكون نتيجة الاعجاب الظاهري فقط ؟ هذا سؤال جد مهم ومحير في حد ذاته ، فالحب الذي يقوم من أول نظرة غالبا ما يرتبط بما هو جسدي جمالي خارجي أي يكون بدافع رغبة جامحة وبركان من لبيدو يغلو في جسديهما ما أن تنتهي هذه الرغبة حتى يموت الحب كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي في مضمون بيت شعري : نظرة فابتسامة فكلام فلقاء فوداع ونجد في طبيعة الحال أن الحب غالبا ما يرتبط بمن يحب الإنسان عن طريق المعرفة وليس عن طريق أول نظرة قد تكون هذه النظرة نظرة تمثيلية فيها غنج ودلال وفيها تحرش من كلا الطرفين والحب من أرق وأعذب وأنفذ للقلوب قبل السمع وهذا ما عبر عنه الشاعر الجاهلي المنخل اليشبيري في بساطة محببة قائلا : أحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري .
- ذ – فهد القباطي :
بالفعل د إدريس الحب من أول نظرة يرتبط بالشكل ويتولد من الرغبة أو الغريزة الجنسية .
- ذ – مليكة السبيعي :
لا نستطيع أن نحب شخصا من أول نظرة وهو مقطب الجبين ،أو شخصا صرخ في وجه أمه ، أو لمحناه في غفلة منه يسب شخصا ما … الأخلاق التي يتصف بها ،والمواقف التي يقوم بها هي التي تذكي الحب .
- ذ – سعاد الهناني :
الحب من أول نظرة هو إحساس قوي جدا حتى أنه في بعض الأحيان من الصعب السيطرة عليه وممكن أن يحدث في أي مكان ، و في أي زمان ، والناس الذين لم يجربوا الحب من أول نظرة بأنفسهم ، ربما لا يؤمنون به ، و هناك أيضا بعض المشككين الذين يقولون : إن الاحساس بالحب من أول نظرة هو في الواقع مجرد رغبة وانجذاب جنسي بين شخصين ، هؤلاء الأشخاص لا يؤمنون بإمكانية وقوع الحب كعاطفة روحية بين شخصين في غضون ثوان ومن لحظة التقاء عينيهما .
- د – زوهرة العناق :
دع الحب يورق فإذا أردت أن تستبقي سعادتك الزوجية دع شريك حياتك ينطلق على سجيته .
- ذ – فهد القباطي :
إن لم يبنى الحب على التوافق أو التقارب النسبي على الأقل بين شخصين لا يكون حبا ناضجا ولن يكتب له النجاح وليس هناك حبا مثاليا وإنما ننشده.. فلا بد أن نتمعن جليا ونطيل النظر في المحبوب صفاته أخلاقه وما إلى ذلك من مسببات نجاح العلاقة و استمرارها .
- ذ – مليكة السبيعي :
صحيح أستاذ فهد لا بد من التركيز على مسألة التوافق ، لا توجد مثالية ، ولكن نسبة التوافق إن توفرت بين شخصين بهذا النضج والمسؤولية نجحت العلاقة ، والحب عندما دخلته الشروط ، والماديات والحسابات … جردته من معناه ، فتحول لمصلحة
و لمشروع …وهذا ما هي عليه أغلب الزيجات حاليا ، إما فاشلة ورغم ذلك مستمرة إلى حين
وإما تم فيها الانفصال لعدم التوافق مقارنة بالزواج في الماضي .
- ذ – فهد القباطي :
يقول عباس محمود العقاد : الحب ليس مقصورا على العلاقة النسلية بين الرجل والمرأة ولكنه يمتد إلى كل غريزة أكان لها ارتباط بالشوق الجنسي أم لم يكن ، ويقول الفرد ديموسيه : الحب هو أن يعطي الإنسان للمحبوب نفسه جسما وروحا . .
س – ما الغاية من الحب هل إشباع للعاطفة ، أم إشباع لرغبات وحاجات حسية مادية ، أم كلاهما ؟
- د – إدريس قزدار :
صحيح أستاذ فهد إن الحب تجاوب عاطفي وعقلي وجسدي بكل الحواس بين الطرفين والحب هو سكينة ، لباس تضحية ، إطار ، وفاء ، وإسكات الغريزة الجنسية ضرورية لاستمرارية الحياة وفي ذلك قال أحد الشعراء :
أعانقها والنفس بعد مشوقة فهل بعد العناق من تداني وألثم فاها فيشتد بي ما يشتد بالهيمان .. فالغريزة الجنسية شيء طبيعي في الإنسان وفي الحيوان وفي النبات وفي الطيور ولكن عند الإنسان الذي أعطاه الله سبحانه وتعالي العقل والقلب ليتدبر بهما تكون علاقته الجنسية علاقة متوازنة لأن الكبت الجنسي عند الرجل أو المرأة يؤدي إلى النفور وهناك علاقة وثقى بين الحب والجسد واللذة الجنسية فيما أحلها الله عز وجل والمحبة بين الزوجين لا بد أن تكون على وفاق ، ووئام ، وإشباع . لكي لا يحدث هناك فراغ أو خيانة .
- ذ – إبراهيم الموساوي :
الحب في هذه الحالة خاصة عند ” ديموسيه ” ومن يسير علي شاكلته ، لا يعدو أن يكون غريزة حيوانية غايته الشهوة دون غيرها ، الحب المطلوب هو ذاك الحب الخالي من ميلان الجسد ، ومن الأحاسيس الجنسية ، إذ هو ارقى وأسمى من لحظات عابرة ، وإذا لم يكن الحب هو التضحية وبذل النفس ، والبحث عن سبل الخير ، ومسح دمعة يتيم ، وشهقة فقير ، فقد يكون الحب مقايضة بضاعة ببضاعة ، المتعة مقابل الأحاسيس و الكلمات الرنانة ، والوعود المعسولة الزائفة .
- ذ – فهد القباطي :
ولكن أديبنا الأريب أستاذ ابراهيم عندما نقارن آراء الفلاسفة الغرب مع الفلاسفة العرب و المسلمين نجد تقارب في الرؤى فعلى سبيل المثال ابن حزم يصف الحب بالطمع كما وصفه أفلاطون و ديننا الإسلامي جعل المرأة سكنا للرجل وكذلك ابن حزم يوضح بأن أصناف الحب تنتهي بالعلل..
س – كيف يستمر الحب بين الزوجين بمشاعر مجردة دون الإيفاء بالحقوق وأهمها العلاقة الجنسية ؟ .
- ذ – إبراهيم الموساوي :
أنا أقصد الحب من ناحيته الشمولية ، أي ما يتعلق بالروح ، أما العلاقة فقد قيدت الحب ، وحديث القرآن عن المرأة يأتي في رصد الحقوق والواجبات ، والسكون والمودة والرحمة ، في الآية ، ” ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ” ، هنا الحب الحقيقي ، وفي الحديث النبوي ما يدل على مثل هذا كثير ،
لكن القوانين العرفية والإدارية ، أفقدت العلاقة بين الرجل والمرأة ذاك الحب السامي المرتبط بالمودة والرحمة والسكون .
- د – إدريس قزدار :
صحيح أستاذنا الفاضل وذلك نتيجة الفهم السيء للكتاب والسنة عمرو بن أسد هو الذي زوج ابنة أخيه خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن حبيب الله أحسن الشباب في عصره شرفا ونبلا وفضلا وعقلا ، وإن كان في المال قل،ولأن المال
زائل، والأخلاق باقية
خالدة الآن الحب صفقة تجارية إلا ماغفر الله .
- ذ – إبراهيم الموساوي :
كل ما أورده ” العقاد ” عن الحب في شكله الإيروسي ، تتقصمه نظرة تشاؤمية وربما انتقامية ، فأغلب آراءه في العلاقة بين الرجل والمرأة ، صبها في روايته ” سارة ” التي ربما كانت تجربة شخصية فاشلة له ،حين أدرك في النهاية أنه ليس الرجل المرغوب فيه بالنسبة لحبيبته التي لم تبادله نفس المشاعر .
- د – زوهرة العناق :
فعلا .
- ذ – إبراهيم الموساوي :
حتى من يقرأ رواية نجيب محفوظ ” السراب ” سيجد أن الحب قد يتعرض لزلزال مدمر من أول اتصال جنسي بين الزوج وزوجته بعد حب عذري طويل ، إذ الحب المبني على العلاقة لا بد له من أدوات كثيرة و بدونها لا يمكن أن يستمر ،وهذا الحب الإيروسي في الغالب لا يدوم طويلا ، ولو بقيت بيت الزوجية قائمة ،والحب الحقيقي لا علاقة له بالماديات .
- د – إدريس قزدار :
إن الحب الذي يربط بين الزوجين ولا يكون فيه ما يسميه الفقهاء بأدب الفراش قد ينتج عنه كراهية ونفور بين الزوجين وهذا ما أشار إليه مجموعة من الكتاب والشعراء والروائيين والفلاسفة وعلماء علم الاجرام المهتمون بالقانون القضائي،وفي كتاب حرية المرأة لقاسم أمين ركز على نقطة جد مهمة وهي أن الحجاب و الزواج عن طريق الإجبار،ولا يقوم على أساس حرية الإرادة على مستوي التوافق والرغبة، وعلى المستوى السني أدى ببعض النساء المحجبات إلى السقوط في فخ الخيانة ، و لا نذهب بعيدا هناك في المجتمع المدني تيار يدعو إلى الحرية الجنسية الغير مقيدة أي ما يسمى الجنس عن طريق التراضي وهذا سيخلخل العلاقات الاجتماعية الانسانية النبيلة لو تستنظرين معي سي سيد د عناق في الثلاثيات كيف يلعب دور السيد الوقور السبع داخل بيته والأرنب والراقص كالقرد في العوامات مع عاشقته الراقصة وكيف وقع صراع بينه وبين ولده الذي وصل لمرحلة البلوغ فذهب لاسكات غريزته الجنسية فتفاجأ بوالده في العوامة إذا الجنس قنبلة موقوته ولكن يجب أن تسكت بما هو إيجابي ولا حياء في الدين أو في العلم في ذلك .
- د – زوهرة العناق :
يمكن القول بأن الجنس هو سبب أساسي في إنجاح أو فشل العلاقات الزوجية فالحب ينمو بالجنس أكثر من نموه بالكلام المعسول
والشعر و الهدايا
وهذا أمر طبيعي يقول العالم النفسي الشهير جون واطسوز : “الناحيه الجنسيه هي بلا جدال أهم أسس الحياه وهي الشيء الذي يتحكم أكثر من سواه في إسعاد الرجال والنساء أو شقائهم “فليس من المؤسف ونحن في القرن العشرين ولنا ما لنا من العلم والمعرفه أن يتحطم الزواج وتدمر السعاده ويقبل الشقاء بسبب الجهل الفاضح بصدد أهم الغرائز الطبيعيه .. الزواج السعيد ليس وليد الظروف بل هو كالبناء مشيد لابد له من أساس قوي متين .
- ذ – سعاد الهناني :
تأخذ العلاقة التناسلية بينها وبين الحب أبعادا ذات أهمية أكثر من كونها لقاء جسدين , فهى علاقة ممتعه لأقصى ما تكون درجات المتعه فى حالة ( ممارستها بشكل صحيح ) ولكنها لا تتوقف عند حدود الجسد , وإنما هى علاقة لها امتدادات عاطفية وإنسانية وروحية هائلة , علاقة حميمة توضع فيها بذرة الحب الإنساني ،والجنس
هو ممارسة للحب عند بعض الفلاسفة وليس حركات ميكانيكية تؤدى , وبالتالى فالتداخل بينه وبين أرق المشاعر الإنسانية قائم طول الوقت
( أو هكذا يجب أن يكون ) , وحين ينفصل عن هذه المشاعر تفقد العلاقة الجسدية أبعادها الوجدانية والروحية
والإنسانية وحينئذ يأتى أحد الزوجين ( أو كليهما ) إلى العيادة النفسية يعانى , وقد تكون المعاناة صريحة
أو تكون متسترة
( وهذا هو الأغلب ) خلف أشياء أخرى مثل آلام جسمانية أو أعراض قلق أو اكتئاب , أو مشكلات اجتماعية ليست لها قيمة وفى الحقيقة يكون عدم التوافق رابضا خلف كل هذا .
- د – زوهرة العناق :
حين تنتهي علاقة الحب القيسية بالزواج , يبدأ مشوار التطبيق الفعلي لهذا الحب , وتظهر العواطف الغريزية الكامنة في كل طرف من الأطراف المتحابة وأول ترجمة لهذا الحب
هو العلاقة الجنسية ،حيث لا يكتمل هذا الحب بدونها ، وهنا تكون نقطة الانعطاف الخطيرة في تلك العلاقة،وكل طرف له طريقة ومفهوم مختلف لتلك العلاقة،فمنهم من يعتبرها التعبير الحقيقي للحب , ومنهم من يعتبرها واجب ,وحين يبدأ تطبيق تلك العلاقة الجنسية بين الطرفين , تبدأ علامات أخرى بالظهور تؤثر سلباً أو إيجاباً على تلك العلاقة مما يؤدي إلى تلاشي الحب وتدمير العلاقة ، فكل طرف لا بد أن يحاول إشباع حاجات الطرف الآخر وتلبية المتطلبات الغريزية المشروعة . ماذا يحدث لو عجز طرف من الأطراف عن الوصول إلى الاستكفاء في العلاقة الجنسية ؟
بالتأكيد العلاقة العاطفية ستهتز وترتعش أركانها، وتصبح مهددة بالانهيار ،والسبب في ذلك هو عدم التوافق الجنسي ما بين الطرفين ويوماً بعد يوم تصبح علاقة الحب التي ربطت
ما بين الطرفين هشة،وتذوب
هذه المشاعر و تتبخر في الهواء بسبب الاختلافات التي ظهرت ،وفي أغلب الأحيان يكون الطلاق هو نتيجة حتمية لهذا
الفشل , ويصبح الحب الذي أرق الطرفين ليال طويلة , عبارة عن سحابة مرت بدون سلام و جاءت سحابة أخرى أكثر قوة وأكثر واقعية وهي سحابة الجنس التي قد تمطر حباً وقد تمطر مشاكل ليس لها حدود .
- د – إدريس قزدار :
إن الحب قداسة
و القداسة إيمان والإيمان اعتقاد بشيء أقدر من الإيمان، وهو الحب
والحب بلا جنس بين الزوجين معناه نهاية الحياة لأن الله تعالى خلق من كل شيئ زوجين .. والمرأة اللعوب تمارس على زوجها سلطة الوسادة رغم أنها راغبة ولكنها ممتنعة مما يجعل الزوج يلجأ إلى علاقات لاشرعية،ونفس الشيء للمرأة التي تعاني من فراغ عاطفي وعطش جنسي .
- ذ سعاد الهناني :
نعم للحب قدسية
وحدود هلامية حريرية تضعك دائما حيث ما يحب فيك حبيبك الذي تحب والمفروض أنه لن يجد فيك دائما إلا كل ما أحب فيك منذ لحظة نشأة ذلك الحب بينكما وللأبد ! ولكن أخيرا يجد الإنسان نفسه أيضا إنسان ليس آلة أو ساعة حائط ببندول يتحرك طوال الأيام .. قائلا. : أحبك والأذكياء فقط من المحبين هم وحدهم القادرون على استمرار ذلك البندول في التحرك المستمر إن توقف لعارض ما يعرفون ..أين مفاتيح تشغيله مرة أخرى بما ادخروه من حب زرعته أيديهما من خمائل وروضات في الماضي القريب . أيها المحبون فلنعطي دائماً للآخر فرصة ثانية ، وثالثة الخ ..كلنا أيضا في شوق لرؤية وسماع ذلك البندول الجميل فينا بترديده السامي وقد يقتلنا الكمد والأسى حين تستوقفه هفواتنا النرجسية .
- د – إدريس قزدار :
شكرا لرأي الأستاذة سعاد الهناني نقول : بأن الحب هو تضحية ، وإيثار إخلاص ، وفاء ،توافق خصوصا إن كان هذا التوافق في الدين يكونان زوجين صالحين وهذا ما نجده في التاريخ وفي القصص القرآنية وأحيانا يبتلي الله سبحانه المرأة الصالحة برجل طالح مثل أيوب أو رجل طيب بإمرأة خبيثة مثل لوط و نوح .
- ذ – فهد القباطي :
من خلال طرحكم يتضح أن العاطفة الروحية هي أساس الحب وتأتي العلاقة التناسلية مكملة تشعل جذوة الحب كأحد العطاءات المتبادلة بين الزوجين سؤالي :
س – هل يؤمن قلب المرأة بتعدد الحب خاصة أن الشرع أجاز للرجل الزواج بأكثر من زوجة ؟
- ذ – مليكة السبيعي :
التعدد تفرضه أمور كالعقم ،أوالمرض، أو الفراغ العاطفي،أوالطلاق العاطفي … هنا يلجأ الرجل للتعدد ، وتتقبله المرأة ، وحسب شخصيتها ، ودرجة حب الزوج لها وحبها له تبقى بالبيت معززة مكرمة ، و تستمر في هذه الحضوة وفقا للزوجة الثانية ، إن كانت على خلق ودين ، وإن كانت عكس ذلك كانت النتيجة مأساوية للزوجة الأولى …
وقد تكون كل هذه الضروريات متوفرة في المرأة ورغم ذلك يلجأ الرجل للتعدد ، لأنه أحب ثانية وفي هذه الحالة غالبا ما تختار الزوجة الأولى الطلاق ، ألا يبدو أننا نخطئ حين نربط التعدد بالحب ؟ .
- د – إدريس قزدار :
نحن دائما نحتكم للقرآن الكريم لأنه خير ما نستشهد به فمن خلال الآيات القرآنية نجد أن تعدد الزوجات قد يكون مقيدا ،لماذا ؟ أولا لمرض الزوجة ، أو لعقمها ، أو لأن الرجال أقل نسبة مئوية من النساء بسبب الحروب ، وحاليا النمو الديموغرافي العالمي يؤكد أن نسبة النساء أكثر من نسبة الرجال فلا يجب حرمان النساء من حياتهن الطبيعية وعلى الرجل أن يكون قواما قادرا على ذلك ومع ذلك نجد الآن المرأة هي التي تصرف على الرجل، ورغم ذلك يتبجح ،ويطالب بتعدد الزوجات وبعض الفقهاء لا يتممون الآية القرآنية في قوله تعالى :
” فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع “.. ويقفون هنا ولا يتممون قوله تعالى:
” وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ” كيف نتخيل أن الله سبحانه وتعالى لم ينصف المرأة و هو لا يضيع أجر من أحسن عملا من ذكرا أو أنثى و قال تعالى :
” ومن يعمل من الصالحات من ذكر
أو انثى وهو مؤمن فأولائك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا. ” .
- د – زوهرة العناق :
الزوجة تفضل أن الزوج يتزوج ربما بسبب قهره لها بالكذب أو الفساد فقد يكون لعوبا أو شيء من هذا القبيل عندها تشتري راحتها وتفضل زواجه بأخرى وتبقى معه حفاظا على أسرتها وأولادها .
- د – إدريس قزدار :
نظم الفكر الإسلامي العلاقات العاطفية والجنسية وقرر للمرأة والرجل حقوقا لم تكن لهما من قبل وحرم البغاء، والزنا ،وأكد على معاشرة النساء بالمعروف
أو مفارقتهن بالمعروف وقد استوصى الرسول بالنساء خيرا وقرر خير متاع الدنيا المرأة الصالحة وقال : حبب إللي من دنياكم ثلاث النساء ، والطيب وقرة عيني في الصلاة ، النساء هنا ليست عاشقات أو عابرات سبيل بمعنى زوجات والطيب الرائحة الزكية والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والصلاة هي الحب وتحول مفهوم الحب في الإسلام إلى العفة والرغبة في استكمال الدين .
- ذ – فهد القباطي. :
أتفق معكم بأن تعدد الزواج هو حق مشروع لأسباب مشروعة والميل وارد وذكر في القرآن الكريم والله سبحانه وتعالى كرم المرأة وكرم الرجل على السواء لا فرق بينهما وعاطفة المرأة أقوى من عاطفة الرجل ولكن في الحب !
س: – كيف تحتمل المرأة نفسيا أن يتربع في قلب زوجها حب إمرأة أخرى ؟
- ذ – سعاد ألهناني:
قد يعتقد البعض أن عشق الرجل لامرأتين معا ضرب من الخيال أو نوع من النفاق والكذب إلا أانه حب موجود فعلا على أرض الواقع .. إن قلب الرجل ليس كقلب المرأة فالرجل يحب بعقله وقلبه معا بينما المراة تعشق من خلال قلبها فقط وهذه حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها والرجل هنا بعكس المراة فيمكن أن يعجبه أمر لدى فتاة وأمر آخر لدى الأخرى فيحاول أن يجمع هذين الأمرين معا وبالتالي هو يعشق الاثنتين لأنهما مكملتان لبعضهما البعض .
- د – إدريس قزدار :
تعدد الزوجات أمر رباني وليس قانون وضعي ويعتمد على القوامة وأن يكون الرجل سوي والقوامة معنوية بالدرجة الأولى ومادية في الدرجة الثانية وللإنصاف وللحقيقة عند علماء النفس يقولون : أن الرجل يملك قلبا واحدا ولا يمكنه أن يوزعه وإلا حدثت هناك الغيرة والمعركة الكبرى بين النساء وبين الأبناء عندما يكبرون نرى أن العداوة والكراهية قائمة في غياب العدالة و الانصاف الرسول صلى الله عليه وسلم كان يميل أكثر لخديجة رضي الله عنها حتى أنه إذا ذكرها أمام أمنا عائشة كانت تشتاط توترا وغيرة وكان يميل لعائشة أكثر، فأكثر لأنها أصغرهن وأجملهن وأفقههن دينا وأقربهن إليه بحكم علاقته بالصديق و تعدد الزوجات خير من اتخاذ علاقة محرمة غير مشروعة بعض النساء تنتابهن الدورة الشهرية ودم النفاس لمدة طويلة
وبعض الرجال لا يستطيعون الصبر على ذلك أو مثلا عقم المرأة
وعدم قدرتها على الانجاب أو إصابتها بمرض .. يجب البر والاحسان إليها لكن على أساس التساوي والمودة والفعل والكلمة الطيبة . الآن نعيش زمن جفاف الحب من القلوب والدليل العزوف عن الزواج وارتفاع درجة الحرارة القياسية للطلاق وخراب البيوت والضحايا هم الأولاد .
- ذ – سعاد الهناني :
غيرة المراة الأولى وأنانيتها حرمت دون تنفيذ شرع الله وسببه الزوجة الاولى…
أنا مع تعدد الزوجات فهو ممارسة تقوم على تزوج الرجل بأكثر من امرأة في وقت واحد ، تعدد الزوجات جائز في بضعة أديان مثل الإسلام و بعض الطوائف المسيحية مثل المورمونية في حين تبيح قوانين بعض الدول تعدد الزوجات فإنه ممنوع في دول أخرى .
- ذ – مليكة السبيعي :
ربما أيضا نظرة المجتمع جعل المرأة ترفض الزيجة الثانية ، فهناك نساء يعترفن بايجابيات التعدد في عصمة رجل يوفر لهن كل الحاجيات المادية والعاطفية ، ولكنهن يرفضن لأن المجتمع لا يتبنى التعدد .
- ذ – فهد القباطي :
كلامك أستاذة سعاد الهناني يقودني لطرح سؤال وهو أن الحب دائما ما يرتبط
بالغيرة ما سر هذا التلازم وهذا الارتباط بينهما ؟
- ذ – زوهرة العناق :
الحب بدون غيرة كالأرض بدون سماء
لن يكون الحب إلا والغيرة بصحبته
لكنها قد تندس إليه فتقتله فيسيئون الظن بالحب حتى يصبح بريئ منهم و مما ينسبونه إليه وقد جاء في حكم بعض الفلاسفة : الحب الحقيقي يبقى حتى النهاية ، إذا كان هناك من يحبك فأنت إنسان محظوظ وإذا كان صادقاً فأنت أكثر حظا .
- ذ – فهد القباطي. :
هنا نفرق بين نوعين من الغيرة فالغيرة المحمودة التي تكون بانية للحب وللعلاقة الزوجية وبين الغيرة الغير محمودة التي تميت الحب وتهدم العلاقة فلا يوجد حب من دون غيرة ولا غيرة من دون حب .
ذ – سعاد الهناني :
في علاقاتنا العاطفية نهتم بمن نحب ونريده دائما أن يكون بخير وأن يكون سعيدا ، والأهم أن يكون معنا وحدنا ،وهنا تبدأ الغيرة تكشر عن أنيابها لترتعد العلاقة أمامها ، لكن قد يتحول ذلك الوحش إلى شيء إيجابي يزيد من قوة العلاقة العاطفية ،مايمكنني قوله أن الغيرة مؤلمة بحق ،ويكره معظمنا الاعتراف بالشعور بالغيرة على الإطلاق،فأن تكون غيورا يعني أن تعترف بأن شريك حياتك قد ينجذب لشخص آخر ، وأنه
أو أنها قد يتصرف وفقا لذاك الشعور ، وأنك قد تكون عاجزا عن منع ذلك ، وهذا الوعي يمكن أن يؤدي إلى مزيج من المشاعر السيئة التي ينكر وجودها الكثير من الناس ، مثل: الغضب ،وانعدام الثقة، والشك بالذات ، والحرج . إن هذه ثقافة لا تتسامح مع المشاعر ، فغالبية الناس لا يتحدثون عن الغيرة ، لأن الشعور نفسه يشبه المحرمات ، في حين قد تكون الغيرة خطيرة في أشكالها المتطرفة ، فالشعور ذاته طبيعي تماما ، فهو شعور إنساني عالمي ، وهو واحد من عديد من المشاعر التي تعد جزء من تجربة متعددة الطبقات من الحب ،حتى أنه يمكن أن يكون في الواقع حافزا لتحسين العلاقة إذا كان بإمكاننا أن نتعلم الإنصات له فيمكننا تحسين حياتنا وعلاقاتنا الزوجية .
د – زوهرة العناق :
قال سانت أوجستين:
((إن الذي لا غيرة عنده لا حب عنده)) .
وأعلن ليوسيرا ، وهو أحد علماء النفس الإيطاليين :
” أن الرجل الذي يغار، إنما يقدم للمرأة برهانا على مقدار نفوذها – أما الغيرة فصنيعة الخوف والغضب، أما الخوف، فيثيره الحرص على المحبوب، والرغبة في التفرد به” .
- ذ – السعدية النوني :
وكم من غيرة أخذت صاحبها إلى القتل العمد
فالغيرة تدخل في أمر الشك الذي يجعل العلاقة غير ناجحة إذا لابد من الثقة المتبادلة بين الطرفين .
- ذ – فهد القباطي :
س – متى يموت الحب وما هي أسباب استمرارة وديمومته وخلوده ؟
- ذ – مليكة السبيعي :
الحب يحيا ، ويموت ،لأن صاحبه يتأثر بالمؤثرات الخارجية ،وقد لا يستقيم على حال
إن كان في بيئة أكثر بذخا وثراء وفيها ما يلهي النفس ،الحب يحتاج في استمراره لطبيعة
و شخصية صاحبه،وقدرته على التعامل مع المؤثرات الحياتية يحتاج لبيئة أكثر سكونا وبساطة وفيها مساحة توفر لصاحبها نقاء هذا الشعور واستمراره .
- د – زوهرة العناق :
كلنا نؤمن بأن الحب يترجم إلى زواج بين الذكر والأنثى , يصبح فعل الزواج هذا هو المحك الحقيقي لحقيقة هذا الحب،لأن الزواج يظهر للطرف الأخر حقائق لم يكن يكترث لها بدافع المثالية،وبدافع الحب الذي يسبق الزاوج , وكأن المسامحة ما قبل الزواج هي مصيدة كبرى لحصول فعل الزواج وانتهاء العلاقة به ، كذلك يموت الحب بعدم التقدير وغياب الامتحان
والاهتمام، وعدم التسامح والاعتراف بالأخطاء ،وانعدام الثقة .
- ذ – السعدية النوني : نرى بأن أغلبية العلاقات الزوجية التي ينشأ الحب فيها قبل الزواج تكون غير ناجحة ويموت فيها الحب إلا القليل منها لأنها تكون مثاليةو بعد الزواج تتلاشي تلك الصورة المثالية للآخر والمرسومة عند كلا الطرفين فبل الزواج فينتج عنها خلافات ومشاكل كثيرة وإذا نظرنا للمدونات أغلبية الشباب زواجهم فاشل ببسبب تجربة علاقات الحب التي خاضوها قبل الزواج .
- ذ – مليكة السبيعي :
كثيرا ما نسمع هذه المقولة :
إذا دخل الفقر من الباب ، خرج الحب من النافذة ..إلى أي حد يمكن للحب أن يتأثر بالمؤثرات الخارجية؟ : فقر ،سجن أحدهما ،سفر طويل للزوج دون معرفة مصيره ، طمع ،وشجع الزوجة ،فضيحة في أحد أفراد أسرة الزوجة
أو الزوج خيانة كذلك يموت الحب في غياب الاهتمام والمودة و الاحتواء العاطفي هذا في حال كانا غير ناضجين وواعيين بالمسؤولية ماذا عن الحب الأول ؟ إذ دائما ما نجد في كثير من الزيجات استمرار الحب الأول رغم زواج كلا الطرفين ورغم عيشهما في ظروف جيدة وإنجاب أطفال، وفي حالات نادرة يتطلق كلاهما ويرتبط بحبه أو حبها الأول .
- د – إدريس قزدار :
سؤال جد مهم أستاذة مليكة هل الحب يظل متشبثا بالتجربة الأولى أو بحب ثاني ؟ سؤال حير الشعراء وعلماء النفس ونتخذه من الناحية الشعرية قال حبيب الطائي : نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل ومعنى ذلك أن الفؤاد والقلب والمشاعر قد ينقلها المرء إلى من هوى قلبه ولكن يبقى حبه للحبيب الأول خصوصا إذا كان الحبيب الأول طيبا
أو توفي أو استشهد أو رحل إلى دلر الحق وكان رجلا وليس رويجلا وكانت المرأة مرأة حقيقية ليست دمية وهذا الحب الأول رد عليه مجموعة من الشعراء فبعضهم قال :
إفخر بآخر من كلفت بحبه لا خير في حب الحبيب الأول.
أنشك في أن النبي محمد ساد البرية،وهو آخر مرسل .. في هذين البيتين الرائعين ننصت أن يبدل الله حبيبا سيئا بحبيب طيب وأعطانا نموذجا عن ذلك بأن الرسول كان آخر الرسل والأنبياء وقال الشاعر ديك الجن الحمصي : كذب الذين تحدثوا أن الهوى لا شك فيه للحبيب الأول ما لم أحن إلى خراب مقفر
درصت معالمه كأن لم يؤهل.. لا شك أن هذا الحب كان خراب مقفر أطلال وأحيانا بعض النساء أو الرجال عندما يتعرضون للطلاق أو إلى مكيدة يتشكل لهم نوعا من السادية ضد بعضهما ويضيف أيضا :
كذب الذين تخرصوا في قولهم ما الحب إلا للحبيب الأول أو طيب في الطعم ما قد ذقته من مأكل أو طعم مالم يؤكل هذا التشبيه الرائع معناه أن الحياة لا يجب أن تتوقف إن أخذ الانسان صفعة أو صدمة في علاقة حب فاشل .
أما العلوي الأصبهاني فيقول : دع حب أول من كلفت بحبه
ما الحب إلا للحبيب الآخر
ما قد توالى لا ارتجاع لطيبه
هل غائب اللذات مثل الحاضر
إن المشيب وقد وفى بمقامه
أوفى لدي من الشباب الغادر
دنياك يومك دون أمسك فاعتبر
ما السالف المفقود مثل الغابر .. الحب لا يدين بدين ولا بلون ولا بجنس ولا بلغة فهو عابر للقارات .
- ذ – فهد القباطي :
طرحك متميز أستاذة مليكة فالفقر قد يقتل الحب ، وكذلك عدم التجديد في العلاقة وتطويرها ، والسعي للحفاظ عليها بالعطاء ، كذلك طول الغياب والاهمال يقتل الحب يقول ميرابو : الغياب القليل يحمس الحب والغياب الكثير يقتله ، كذلك بالأنانية وعدم الاهتمام وتقديم التضحية المتبادلة لن يستمر الحب فالأنانية لا تجتمع معه .
- ذ – سعاد الهناني :
كثيرا ما نرى الفقر يحطم الأحلام و يذل النفوس و يرمي بالقلوب على قارعة الأحزان والمنغصات ….
و الفقر أحيانا كثيرة يحول دون التمتع بأبسط مظاهر الحياة .. و الحياة أمامنا تتراكض من دون وعي لكن الحب و الإرادة جبهة ضد الفقر وبهذا ينتصر الحب على الفقر .
- د – إدريس قزدار :
الفقر كفر وجريمة لا تغتفر ..وأخطر فقر
هو فقر القلوب من الحب والأخلاق الفاضلة ، و الحب لايفرق بين الغني
والفقير وطبقة اجتماعية وأخرى خصوصا إذا كان الحب طاهرا ،صادقا،وخير نموذج على ذلك أمنا خديجة رضي الله عنها كانت من نساء الأعمال والتجارة في الجاهلية وانتقت رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم كونه فقيرا ماديا لكنه كان غنيا بأخلاقه مصداقا لقوله تعالى : ” و إنك لعلى خلق عظيم ” .
- د – فهد القباطي :
يموت الحب عندما لا نتقنه ونسمو به كفن ونهذب نفوسنا من خلاله يموت عندما
لانعرف أن نسامح ونغفر لمن نحب عندما لا نقدم التنازلات ونعرف حقيقتنا كبشر نصيب ونخطئ
ونعترف بأخطائنا ونصححها ونتصالح مع الذات .
- ذ – سعاد الهناني :
الخيانة تحتل أهم الأسباب المؤدية إلى إنهاء الحب وموته وتحتل المركز الأول في تفسير سبب فشل الكثير من العلاقات الزوجية .
كذلك الكذب وروتين الحياة الذي لا ينكسر أبدًا قد يؤدي إلى تراخي مشاعر الحب بين الطرفيين ،و أيضا الجدل المستمر حول نفس الموضوع يؤدي إلى فرار الرجل ، وكذلك إهمال المشاعر والكبت
للحرية ومصادرة رأي الطرف الآخر .
- ذ – السعدية النوني :
لكي يستمر الحب نقول : إن الزواج لا بد أن يقوم وينبنى على أسس سليمة على المصداقية ، على الصبر نعم صبر كبير من كلا الطرفين والاحترام والتفاهم والتلائم حتى يسود البيت عاطفة أسرية حميمة ،فمن أسباب التفكك الأسرى فقدان الاحترام وعدم التحلي بالصبر وهو مطلوب من الطرفين ولكن نرى بأن الصبر مطلوب أكثر من المرأة لأنها تعمل داخل وخارج البيت ولا أعمم ، كذلك حدوث المشاكل أمام الأبناء وهذا من أهم أسباب التفكك الأسري
فلا يجب أن تنتقل إليهم لكي لا تتولد عندهم مشاكل نفسية ومشاعر سلبية فكثير من المشاكل والجرائم نجدها اليوم فنسمع عن ابن قتل أباه بسبب أمه أو العكس وكل هذا بسبب التفكك الأسري وانعدام العاطفة والاحترام داخل البيوت ويكون الضحية الأبناء .
- د – إدريس قزدار :
من يصنع اللحظة
والتاريخ والعلاقات الانسانية هو الانسان وقد صار الانسان الآن يجري وراء زينة الحياة الدنيا يفتقر معنى الراحة والحب والدفئ العائلي
والأسروي وحب الوطن صار الانسان يجري نحو الحب الذي يعتبر كفخ لقضاء المصالح الخاصة ولا بد للانسان أن يراجع ذاته ويقسم وقته بين العمل وبين مسؤولياته يحب عمله أو حرفته و عليه أن ينسى كل مشاكل العمل ليجد لذته وراحته وفرحه وينسى التعب في بيته وهذا ما تعانيه النساء العاملات نجد عندهن مسؤليتين داخل البيت وخارجه و رعاية الزوج والأبناء مسؤولية صعبة ستظل مستمرة وأختم بقول الشاعر عنترة ابن شداد وهو يصف حبه لعبلة ابنة عمه على ظلمها إياه قائلا : أحبك يا ظلوم وأنت مني
مكان الروح من جسدي الجبان
ولو أنى أقول مكان روحي
لخفت عليك بادرة الطعان .
- ذ – مصطفى طريف :
وأنا اتابع مداخلاتكم مشكورين في مناقشة موضوع الحب والمشاعر الإنسانية التي تربينا عليها وتتجلى بداية بحب الله ورسوله الأمين صلى الله عليه وسلم وحب الدين والوطن والوالدين وحب الزوجة والذرية وحب الخير للجميع…السؤال الذي يطرح نفسه بحكم تطور وسائل التواصل وانتشار شبكات المواقع الإفتراضية ومع تطور التيكنولوجيا والعلوم : هل لهذه المواقع الالكترونية والانترنيت علاقة تأثير على عاطفة الحب النبيلة ؟
- د – إدريس قزدار :
عندما تكون هذه العلاقة قائمة فقط على الشاشة االزرقاء ليست كزرقاء اليمامة علاقة فيها نصب واحتيال وقتل للوقت وتلاعب بمشاعر الناس ونصب واحتيال إلا فئة قليلة من الناس التي تخاف الله سبحانه وتقدس الصداقة وتفرق بينها وبين أشياء أخرى في العلاقات الاجتماعية الجرائم الالكترونية خطيرة جدا وأن الحب الذي ينشأ فقط من وراء الزجاج هو حب زجاجي معرض للانكسار وللكذب وللتلاعب بالمشاعر وانتهاك لأعراض الناس وقد وقع الكثير من الرجال والنساء ولهم مراكز سامية عالية الحب هو الوصال المباشر قصد الانتقاء المناسب .
- ذ – فهد القباطي :
بالفعل هناك إشكالات كثيرة جاءت بسبب تشكل هذه العلاقات العاطفية تستدعي النظر إليها والحد منها من خلال التوعية والتحذير من التعامل عبر هذه الوسائط بعفوية فهناك كما
أشرت د إدريس وقائع تحصل نسمع بها أو نقراء عنها لا بد أن نأخذها بعين الاعتبار علينا أن نختار الأماكن التي نتواجد فيها لا نقبل أن نكون في منتديات
أو منصات مفرغة من المضمون أو ملوثة بالأفكار السطحية
أو تجمع الكثير من الملوثين فكريا ..سؤال أخير ..
- س – ما هي ثمار الحب كعاطفة إنسانية نبيلة شاملة جامعة ؟
- د – زوهرة العناق :
ثمار الحب العيش في سعادة ، ثمار الحب مثل البليسان في عبيره
الشاعر حسن خطاب يقول :
بذكر الحبّ تزدهر الأماني
وربي منْ فضائلها اصطفاني
عطايا ربّنا حبٌ تجلَّتْ
فصار الكون مفعم بالمعاني
وفيه الشعر كالأنهار يجري
ومنه الحرف قد يُمسي أغاني
ثمار الحبّ في الدنيا سلامٌ
ومركبة التلاقي في الجنَانِ
ومنْ بالحبِّ أضحى بات وحياً
شفيف الحس يبدو للعيانِ
منازله على الظلمات نورٌ
كبدرٍ ما له في الكون ثان .
- ذ – سهاد الهناني :
لكي نجني ثمار الحب لا بد من أن يسوده الولاء، الإخلاص، الحنان، الصبر،
الشغف ، التوافق ،وهذا الأخير يفتح الطريق أمامنا للاستمتاع بعلاقة غزامية صحية وللنعم بالسعادة في علاقة زواج مثالية .
- ذ – مليكة السبيعي :
الحب كعاطفة إنسانية جامعة شاملة لخصت في قول الله تعالى :
” قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم و إخوانكم وأزواجكم و عشيرتكم وأموال إقترفتموها
وتجارةٌ تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحبّ إليكم من الله و رسوله
وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و اللّه لا يهدي القوم الفاسقين. ” أصل خلق الانسان هو حب الله وإخلاص العبادة له ، لأن حب الله أولا هو معيار الحب للانسانية جمعاء حبا حقيقيا فيه اهتمام ومسؤولية وتفان وصبر وتضحيات لإعمار الأرض بالصالحات ،وحب الرسول صلى الله عليه وسلم
والاقتداء به واتخاذه القدوة سلوكا ومعاملة ونهجا لحياة سوية سليمة سعيدة مبنية على أساس متين .
- ذ – فهد القباطي :
ختاما لا يسعني إلا أن أشكر أستاذنا الفاضل د إدريس قزدار رئيس جمعية كن معنا والشكر لكل الأحبة الكرام الأساتذة الأفاضل الذين شاركوا في الندوة و الشكر موصول لكل أعضاء الجمعية أحبكم في الله وأتمنى من الجميع الدعاء لإخواننا ضحايا الزلزال الذي وقع في تركيا وسوريا بالرحمة والمغفرة والجنة لمن توفاهم الله والشفاء للجرحى والصبر و السلوان والعون لأهلهم وذويهم إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم نلتقي في ندوة قادمة في أمان الله .
♧♧♧♧♧♧♧♧♧
- من إعداد: فهد القباطي / اليمن .