أين هي حقوق الجيران

Mohamed aithammou16 فبراير 2023
Mohamed aithammou
منبر الحقيقة

أين هي حقوق الجيران

(ياجاري..ياجاري
يا لي دارك حذا
داري )؟؟!..
♧♧♧♧♧♧♧
من هم الجيران ؟.
هل تحولت العلاقة بين الجيران كالعادة بين الجردان و القطط ؟.
هل هم أعز الناس وأقربهم إلينا من ذوي القربى؟..
ام هم ألذ الأعداء الخصوم؟
وإلى أي حد قد تصل فيه العداوة معهم إلى الدوائر الأمنية والدركية، والمحاكم؟ ولأنه لابد أن تربطنا بهم علاقة إما محبة وود أم تربطنا بهم علاقه باردة..جافة.. فاترة، لا تتجاوز تبادل بعض الكلمات رافعين شعار:
“كل واحد فينا يدخل سوق راسو”
“وأنا في حالي وهم في حالهم؟!”..
أو قد تجمعنا وإياهم علاقه طيبة ..وطيدة حميمية ..جميلة ..
تنفيدا لوصية نبينا صلى الله عليه وسلم لكن رغم كل شيء يظل الجار والجيران يمثلون الدين معنا وقيمه، مهما كانت علاقتنا بجيراننا، تخضع للمد والانتظار ، للخير والشر ، و الجدب والشد . فهي علاقه انسانيه اجتماعيه متميزه تستحق الكثير من التأمل والمراجعه كل حين ولنسأل أنفسنا هل لا يزال بيننا من يعمل بالوصية النبوية ؟
ويتذكر حق الجار عليه ؟؟ أم أن عصر سرعة الحياة الذي انخرطنا فيه بحثا عن لقمة العيش لا يسمح لنا بالاستمتاع بحسن الجوار والجيران الطيبين، نتذكر في الماضي وكيف كانت علاقةالجيران؟
كانت علاقة قوية أقرب من الأهل ، وعلاقة بعضنا ببعض متينة جدا في أيام الصبا ، وشبابنا وأولادنا ،كانوا صغارا كانت دائما أبواب شققنا مفتوحة،وكان من العيب أن يتم قفل باب الشقة ،ولم تكن هناك خصوصيات
أو أسرار أو أحقاد،كلنا واحد وكلنا نعرف كل حاجة عن بعضنا .
أما في المناسبات الدينية والأعياد مثل رمضان وعيد الكبير كان من الضروري أن نتبادل يوم العيد بالحلويات باللحم ،وقبيل الأعياد كنا نجتمع في غرفة واحدة من أجل ترتيب قدوم الأعياد فيسعوا الرجال لجمع المال لشراء الملابس أو الأضحية للأرامل واليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة ،ونفس الشيء في الأحزان
لم تكن الأسرة التي فقدت أحد أفرادها تتكلف بأمور الدفن أو إطعام المعزين ،بل الجيران هم الذين يتكلفون بذلك، وكان من العيب جدا أن يتم شواء اللحم دون إعطائه لجيراننا ،ورغم أن الصراعات أحيانا كانت تنشب بين الأطفال الأبرياء ،فإن الآباء والأمهات والأعمام والأخوال يتدخلون بخيط أبيض رفيع بخلاف ما نعايشه اليوم .
الآن نجد عدم احترام الجار لجاره، علاقة متشنجة مع الجيران، خصوصا عندما ظهرت هناك العمارات في الأحياء الشعبية السكن الإجتماعية والإقتصادية لم يعد الجيران يحترمون بعضهم بعضا، فالجار الذي فوق شقتك قديدق.
ويرقص.. ويدك السطح عليك دكا..دكا ..
أو يرفع من أصوات المذياع والتلفزيون في جوف الليل، كما أن هناك سرقة حبال الغسيل والملابس
فلا تعرف من سرق وكيف سرق ؟ولماذا سرق ؟.
وبعض الرجال والنساء يتبادلون المجاملات والنفاق فيما بينهم، وهناك من لا يردون حتى السلام..
ونلتقي أحيانا في المصعد أو الدروج صدفة،ونلتقي لقاء الغرباء.
وهناك بعض النساء الطيبات من الجارات يقمن بتنظيف العمارة وبعضهن لا ترضى أن تكنس أو أن تنظف مثل الأخريات
والجيران الآن مثل: لعبة الحظ والنحس أولعبة القمار،ولم يعد هناك وقت لإختيار الجار قبل الدار نظرا للظروف الإقتصادية والاجتماعية القاهرة تدفع بالإنسان أن يسكن الجار الصالح،قرب جار طالح .
إضافة أيضا إلى المشاكل الفارغة مثل إلحاق الأذى والسوء،والشر
والصراخ،والعويل والنميمة،والغيبة وشهادة الزور،والمساس بالعرض …
وقد أوصى الإسلام بالجار خيرا ،قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره”..
أين نحن اليوم من أحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم:
“قال لأصحابه ماتقولون في الزنا ؟
قالوا: حرام حرمه الله ورسوله، فهو حرام إلى يوم القيامة،فقال :لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه أن يزنى بامرأة جاره.
قال: ماتقولن في السرقة ؟.قالوا: حرام حرام حرمها الله ورسوله، قال: لاأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه أن يسرق من جاره.”
حتى نفى الإيمان عمن يؤذي جاره
وقال صل الله عليه وسلم:
” والله لايؤمن ،والله لايؤمن،والله لايؤمن.”..
وأين نحن الآن من حق الجار والجيران ؟!
قال رسول الله صل الله عليه وسلم تسليما:
” أتدرون ماحق الجار إن استعان بك أعنته،وإن استنصرك نصرته، وإن مرض عدته،وإن مات تبعت جنازته،وإن أصابه خير هنأته،وإن أصابته
مصيبة عزيته،ولاتستطل عليه بالبناء،فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولاتؤذه وإذا اشتريت فاكهة فهد له،فإن لم تفعل فأدخلها سرا ،ولايخرج بها ولدك،ليغيظ بها ولده”
وإن الإحسان للجيران من علامة الإيمان.
أين نحن الآن في زمن السرعة والرقمنة والآلة من قول الله تعالى في كتابه الكريم:

“واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لايحب من كان مختلف فخورا.”
إذن ما محل حقوق الجار من الجار من الإعراب في حياتنا الآن ،وخصوصا
في الأحياء الشعبية والسكن الإقتصادي المغشوش؟؟..
وأما الأحياء الراقية،والفيلات الفخمة،فأغلبهم غرباء عن بعضهم بعضا ؟..
وفي الأحياء الشعبية الفقيرة مازال بعض الجيران تربط بينهم علاقة إنسانية دافئة رغم الفقر و المعاناة؟..
ولكن! برحيل الجيران الطيبين بدأت معنى حقوق الجار على الجار
ترحل بغير رجعة ؟!.
**
بقلم د: إدريس قزدار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة